كلمة راعي الأبرشيّة المطران بولس عبد الساتر «متفرقات

 

 

 

المجد لله الآب الذي اختارني أنا الضعيف ليُظهر فيَّ عظمة محبَّته، والمدح لله الإبن الذي دعاني أنا الخاطئ ليُظهر فيَّ قوَّة خلاصه، والشكر للرُّوح الذي انتقاني أنا المتردِّد والخائف ليُظهر فيَّ جرأة النبيّ وثبات الشَّهيد.

 

 

 

والحبُّ كلّ الحبّ للكنيسة التي فيها تفيض عليَّ رحمة الآب، وفيها يظهر لي وجهُ المسيح المنتصر على كلِّ موت، وفيها يعمل الرُّوحُ ليصير الإبن الكلّ فيَّ.

 

 

 

والشكر كلُّ الشكر لشعب الله الذي حملني في قلبه وصلاته، إيَّاهم أعد أن أبقى أمينًا لما قلته في عظة رسامتي الأسقفيَّة حول عيش التواضع في الخدمة، والصدق في القول، والتجرّد في المقتنى، والعفّة في النظر والفكر والسلطة.

 

 

 

والإمتنان لإخوتي الأساقفة، أعضاء سينودس الكنيسة المارونيَّة المقدَّس، الذين أحاطوني بمحبّتهم وعطفهم وصلاتهم، والذين من خلالهم دعاني الربُّ لأكمل مسيرة أسلافي وأكون واحدًا من الرُّعاة الصالحين الذين توالوا على خدمة وتعليم وتدبير وتقديس أبناء وبنات هذه الأبرشيَّة.

 

 

 

أني أخصّ بالذكر من بينهم سيادة المطران بولس مطر السَّامي الإحترام الذي كان وسيبقى بالنسبة إليّ الأخ الأكبر المحبّ، والذي لولا ثقته ودعمه وصلاته لما كنت واقفًا أمامكم، هنا الآن، في هذا الصباح.

 

 

 

والوفاء لغبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي، رأس كنيستنا المارونيّة الذي منحني ثقته لثلاث سنين ونيّف، وعطف عليّ كأخ أصغر له، ومنه تعلّمت الكثير، فهو عاش أمامي الصدق في الكلام، والرَّأفة في المحاسبة والتواضع في التصرّف.

 

 

والأمانة لقداسة البابا فرنسيس ولرسالته، هو الذي يُعنى بالصغير والضعيف والفقير، ويأبه بالنازح والمهجّر وبضحيَّة كلِّ تمييز، وينادي بعدم إستغلال الأرض والإنسان من أجل مكاسب ماديَّة، ويعمل على الإصلاح في الكنيسة وعلى تجديدها بصبر ومن دون كلل".

 

 

 

 

أحبَّائي  كهنة أبرشيّة بيروت

 

 

من أجلهم أقدّس ذاتي، هذه الكلمات قالها الربُّ يسوع ساعاتٍ قليلة قبل تسليم ذاته إلى الموت، وهي تكشف حقيقته كمسيح وابن الله لأنّه بها أعلن قراره بأن يكون هو الآب بكلّيته، وأن يعيش الحبّ حتى النهاية، وأنا أردِّدها اليوم أمامكم ومن دون استحقاق، وأجعلها شعارًا لخدمتي في ما بينكم، سأفرغ ذاتي من رغباتها وطموحاتها ليصير الربّ الكلّ فيّ، وسأصغي إلى إلهامات الرُّوح وإلى الآخر كي لا تكون قراراتي إستبداديَّة وضيِّقة، وسأستقبل كلَّ من يقصدني حتى ولو إختلف عنّي في رؤيته ورأيه ودينه ولونه، فكلُّ إنسان هو كريم في عينيّ الربّ ومصدر غنى.

 

 

 

أمامكم وبينكم لن أفتخر إلّا بالربِّ الذي أعطاني كلّ شيء، وسأسعى إلى أن أعيش معكم الحبّ حتى النهاية لأنّكم أحبَّائي، ورسالتي وسبب افتخاري، ولن أجلس فوق العروش حتى أبقى بقربكم، ولن أطالب بالألقاب لأنّي معكم مسيحيّ، ولن أتمسّك بالإمتيازات حتى لا أحرم حريَّة أبناء الله.

 

 

 

 

أحبَّائي كهنة أبرشيّة بيروت

 

 

 تعالوا نقدِّس ذواتنا من أجل شعبنا التواق لأن يسمح في كلماتنا كلمات الربِّ المُحِبَّة والمُشَجِّعة والغافِرَة، تعالوا نعيش من الرَّبِّ ومعه ولأجله، مكرِّسين الوقت للصَّلاة والتأمل والتضرّع، تعالوا نقدِّس ذواتنا فنتخلّى عن روح العالم وأشيائه، ونسعى خلف خدمة المعوز والمهمَّش والمرذول، ودعونا لا ننسى أنّنا شهود ورسل، ولسنا موظّفين ينتظرون ساعة الإنصراف".

 

 

 

إخوتي كهنة أبرشيَّة بيروت، بينكم نَمَوْت ومنكم تعلّمت وعلى صلاتكم إتّكلت مرارًا عديدة، واليوم أدعوكم للعيش حياة كهنوتيّة حقيقيَّة ملؤها الفرح والبساطة. اليوم أدعوكم العودة إلى مشاعركم الأولى تجاه الرَّبّ، هذه المشاعر التي دفعتكم إلى ترك كلِّ شيء وإلى السَّير خلفه، إنّي أطلب منكم أن تتذكروا نعمكم الأولى وألّا تنسوا أنّكم رعاة وأنبياء. اليوم أطلب منكم أن تكونوا دومًا صيَّادي بشر.

 

 

 

سأكون الأخ الحاضر لكلِّ واحدٍ منكم بلا تمييز، والرَّفيق المشجِّع ساعة الوحدة والتعب والملل، والسند وقت الضعف والصعوبات، والمشجع عند التجربة والمُصلح عند الخطأ، سألتقيكم مرارًا، وأجيب على اتصالاتكم وأصغي صامتًا إلى همومكم وأفراحكم.

 

 

 

ويا بنات وأبناء شعب الله المباركين، القادمين من أماكن عدّة على الرّغم من قساوة الحرّ لتكونوا معي ومع كهنتكم في هذه المناسبة، شكرًا لكم. وشكرًا أيضًا لمن رغبوا أن يحضروا ولكن الألم أقعدهم والمسافات أبعدتهم، أنتم أيضًا في قلبي، وإنّي أطلب منكم جميعًا أن تذكروني دومًا في صلواتكم حتى أعيش خدمتي الأسقفيَّة بحسب قلب الله، وفي هذه الساعة أقول لكم إنّي في هذا القدَّاس، سأرفعكم إلى الله الآب ليحفظكم من كلِّ شرّ ويملأكم من حبِّه. وللجميع أقول إنَّ أولويتي في خدمتي ستكون الإنسان وليس الحجر.

 

 

 

ويا أيّها المسؤولون السياسيّون والمدنيّون في بلادي، إنَّنا ائتمنّاكم على أرواحنا وأحلامنا ومستقبلنا، تذكّروا أنَّ السُّلطة خدمة، وأنَّ الزعامة أساسها محبَّة الناس وليس إسمًا أو مالاً أو سلاحًا، لكم أقول أنّنا نريد أن نحيا حياة إنسانيّة كريمة وأنّنا تعبنا من المماحكات العقيمة، ومن القلق والتعصّب والرياء، نريد منكم مبادرات تبثّ الأمل، وخطابات تجمع، وأفعالاً تبني، نريدكم قادة مسؤولين، عساكم تسمعون.

 

 

 

يا أمِّي مريم، بين يديك أضع ذاتي، أطلبي لي من ولدك الحكمة وحسن التدبير، سلام القلب وفرح الأطفال، أطلبي لي جرأة الأنبياء وزهد الحبساء وثبات الشّهداء واستقامة الشّهود. آمين.

 

 

 

 

 

 

موقع أبرشيّة بيروت