الإثنين  الخامس من زمن القيامة «الإنجيل

 

 

 

إنجيل اليوم (لو 22: 28-34)

 

28 أَنتُمُ الَّذينَ ثَبَتُّم مَعي في تَجارِبِي،

 

29 فإنّي أُعِدُّ لَكم المَلَكوتَ كَمَا أَعَدَّهُ لي أَبي ،

 

30 لِتَأكُلوا وتَشرَبوا على مائدتي، في مَلكوتي. وستَجلِسونَ على عُروش، لِتَدينوا أَسْباطَ إِسرائيلَ الاِثْنَي عَشَر.

 

31 سِمعان سِمعان! هُوذا الشَّيطانُ قد طَلَب بإلحاحٍ أن يُغَربِلَكُم كالحِنطَة.

 

32 ولكِنَّي صَلَّيتُ مِن أجلِكَ لِئلاَّ تَفقِدَ إِيمانَكَ. وأَنتَ، متى رَجَعْتَ، ثَبَّتْ إِخواتَكَ ".

 

33 فقالَ له سِمعان: "يا ربّ، إِنِّي مُستَعِدٌّ أَن أَمضِيَ مَعَكَ إِلى السَّجْنِ وإِلى المَوت".

 

34 فقالَ يسوع: "أَقولُ لَكَ، يا بُطرُس: لَن يَصيحَ الدِّيكُ اليَومَ إلّا وقَد أنكَرتَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَعرِفُني!".

 

 

 

 

أوّلًا قراءتي للنصّ

 

يمكن توزيع آيات هذا النصّ إلى ثلاث فئات.

 

آيات الفئة الأولى (28-30)

 

 

يتوجّه يسوع في هذه الآيات إلى تلاميذه الذين ثبتوا معه في تجاربه، التي قضت عليه آلامًا وموتًا على الصليب، والتي قضت على آمال تلاميذه؛ ويعلّمهم بأنّه يعدّ لهم ملكوتًا، حيث يسعدون معه، ويدينون أسباط إسرائيل؛ وهكذا، فإنّه يحيي لديهم، لا الآمال الزمنيّة، بل الرجاء بحياة سعيدة أبديّة.

 

 

آيات الفئة الثانية (31-32)

 

 

يتوجّه يسوع في هاتين الآيتين إلى سمعان، لكي ينبّهه من أذى الشيطان الذي يصرّ ويلحّ على أن "يغربلكم كالحنطة"، بتجاربه الدائمة، ناصبًا لكلِّ منكم المكائد، ومثيرًا فيما بينكم الصدمات والخصومات...، وكلّ ذلك بهدف تعريضكم لفقد الإيمان، أو أقلّه، لتعطيله في حياتكم اليوميّة، والاستغناء عنه، فعليًّا، في النشاطات الاجتماعيّة ومختلف البرامج والشعائر التعبيريّة عنها؛ ولكنّ يسوع يطمئن سمعان: "لقد صلّيتُ من أجلك"، طلبتُ من الله الآب أن، يحفظكم، بالأحرى، أن يحفظك، فلا تفقد إيمانك، بل فترجع إليه، كلّما فقدته، ويكون لك وعليك دائمًا أن تثبّت إخوتك! نلاحظ بأنّ لبطرس، في هذا الكلام، دورًا فريدًا بين الرسل (إخوتك)، وفي الكنيسة.

 

 

 

 آيات الفئة الثالثة (33-34)

 

 

أثّر كلام يسوع في سمعان، وأدخله في أجواء تجارب يسوع القريبة؛ فانطلق من تلك الأجواء، ليعبّر له عن استعداده العميق، في الحاضر، للمضيّ معه إلى السجن، وحتّى إلى الموت بالذات! لكنّ يسوع، العالم بكلّ شيء، بالحاضر والمستقبل، أطلعه مسبقًا عن نكرانه له ثلاث مرّات قبل صياح الديك.

 

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

 

بعد العشاء الأخير، يتوافق لوقا مع يوحنّا على القول بأنّ يسوع أعطى تعاليم عدّة، نحن في هذا النصّ، أمام الثاني منها؛ هذه التعاليم هي الأربعة التالية.

 

 

التعليم الأوّل يتحدّث عن الأكبر والأصغر، عن السيّد والخادم. يسوع هو الخادم (24-27).

 

التعليم الثاني يدور حول علاقة يسوع مع تلاميذه في تجاربه، في محنته وهجوم الشرّ عليه (28-30).

 

التعليم الثالث يتوجّه يسوع إلى بطرس ويناديه باسمه الأوّل، سمعان، ليقول له: الشيطان يمتحنكم، فيتصفّى ويتنقّى (31-33).

 

التعليم الرابع يدور حول المحنة والجهاد: جاءت ساعة العنف، ولكنّه عنف يختلف عن العنف الذي يصيب يسوع (أش 53: 12).

 

 

 

 

 

شرح عبارات وكلمات

 

 

فإنّي أعدّ لكم الملكوت (29)

 

نحن أمام نوع من الوعد-العهد بأن يشارك الرسل يسوع في ملكوته.

 

لتأكلوا وتشربوا على مائدتي (30)

 

تصوير الملكوت بشكل وليمة مسيحانيّة، حيث يشارك الرسل كملوك وقضاة في الدينونة الأخيرة.

 

أن يغربلكم (31)

 

في الوضع البشريّ، ضيق، عزلة، عذاب وموت...، عرف يسوع ذلك، فتركه أخصّاؤه رسولُه؛ لكنّ ثقته بالآب ظلّت هي هي، ومشروعه الخلاصيّ لم يتبدّل! فليكن لنا هذا الوضع البشريّ لتنقية الإيمان به وتوطيده.

 

 

صلّيت من أجلك (32)

 

صلّى يسوع من أجل إيمان الرسل لئلّا يتزعزع أمام المحن والصعوبات...؛ وصلّى يسوع من أجل إيمان بطرس، حتّى إذا ما رجع عن نكرانه له ثلاث مرّات، يثبت إخوته.

 

 

الأب توما مهّنا