الجمعة الثانية من زمن العنصرة «الإنجيل

 

 

 

إنجيل اليوم  (يو 15/ 22ـ 27)

 

 

22 قال الرّبّ يسوع :"لو لم آتِ، وأكلّمهم، لما كانت عليهم خطيئة. أمّا الآن فلا عذر لهم على خطيئتهم.

 

23 من يبغضني يبغض أبي أيضًا.

 

24 لو لم أعمل بينهم الأعمال التي لم يعملها أحد سواي، لما كان عليهم خطيئة. أمّا الآن فقد رأوا  أعمالي، ومع ذلك أبغضوني وأبغضوا أبي؛

 

25 لكي تتمّ الكلمة المكتوبة في توراتهم: أبغضوني بلا سبب!

 

26 ومتى جاء البرقليط الذي سأرسله أنا إليكم من لدن الآب، روح الحق المنبثق من الآب، فهو يشهد لي .

 

27 وأنتم أيضًا تشهدون، لأنّكم منذ البدء معي."

 

 

 

أولاً  قراءتي للنصّ

 

 

  خاطىء هو كلّ من سمع كلام يسوع ورأى أعماله (التي لم يعملها أحد سواه) ، ومع ذلك لم يؤمن به، ولم يعرف أو يعترف بمن أرسله، بل أبغضه وأباه السماويّ.

 

 

 وبما أنّ هذا الموقف هو بلا سبب كما جاء في التوراة ( مز 35م 19؛69/5)، فلا يمكن بالتالي لمتّخذه أن يبرّره أو يشرحه؛ إذن، لا عذر لأحد في اتّخاذه هذا الموقف تجاه يسوع المخلّص .

 

 

 الآية (26): في هذه الآية، الإعلان الثالث من الإعلانات الخمسة عن الروح القدس (راجع 14/16ـ17؛ 14/25ـ26 ؛ 16/7ـ11؛16/12ـ15)؛ في هذا الإعلان الثالث شهادة الروح القدس ليسوع القائم من الموت.

 

 

الآية (27): في هذه الآية، شهادة الرسل ليسوع ، وهي واحدة من سبع شهادات له؛

راجع 5/32: آخر(يوحنّا المعمدان) يشهد لي؛

5/36: الأعمال التي أعطاني الآب أن أتممها تشهد لي؛

5/37 : والآب الذي أرسلني هو شهد لي؛

5/39: والكتب تشهد لي؛

15/26: الروح القدس يشهد لي؛

15/27: وأنتم (أي التلاميذ) تشهدون؛

19/35؛ 21/24: يوحنّا الإنجيليّ يشهد لي.

 

 

 

 

ثانيًا "قراءة رعائية"

 

شرح عبارات وكلمات

 

 فلا عذر لهم (22)

 

أي اليهود والوثنيين؛ لأن يسوع أتى إلى أولئك وكلّمهم وما عرفوه، وأظهر لهؤلاء قدرته الأزليّة وألوهيّته،  من خلال مخلوقاته، وما عرفوه(رو 1/20)؛ فلا عذر لجميعهم على خطيئتهم هذه.

 

 

 من يبغضني يبغض أبي أيضًا (23)

 

رفض العالم الله وأبغضه عندما رفض وأبغض يسوع الذي تجلّى الله فيه وفي أقواله وأعماله؛ وعندما رفض وأبغض تلاميذه الّذين حملوا شهادته وواصلوا عمله في العالم.

 

 

 الآية ( 27)

 

بما أنّ التلاميذ قد رافقوا يسوع منذ بداية رسالته، وسمعوا تعاليمه وشاهدوا مجده (لو 24/48؛رسل10/39، 41)، فإنّهم مدعوون ومؤهّلون لأن يشهدوا له؛ ويستعينون لذلك بالروح القدس، روح الحقّ، الذي يفهّمهم ما قاله يسوع لهم، ويذكّرهم به، ويواصل أيضًا تعليمه لهم؛ ما يجعلهم قادرين على تلبية طلب الربّ في الشهادة له وفي حمل رسالة بشارته إلى أقاصي الأرض.

 

 

 

الآية( 26)

 

هذا القول الوارد في قانون الإيمان يعني هنا، أنّ يسوع يرتبط بالروح القدس ارتباطًا حميمًا، ويرسله إلى الكنيسة (16/5، 15؛14/15ـ17، 25 ـ26)؛ هذا الروح يشهد ليسوع أمام التلاميذ، وبالتلاميذ، أمام العالم (16/5 ـ15).

 

 

 

الأب توما مهنّا