الأحد السادس من الصوم الكبير: آية شفاء الأعمى «الإنجيل

 

 

 

 

إنجيل (مر10/ 52- 64)

 

الأحد السادس من الصوم الكبير : أحد شفاء الأعمى

 

بَيْنَمَا يَسُوعُ خَارِجٌ مِنْ أَرِيحا، هُوَ وتَلامِيذُهُ وجَمْعٌ غَفِير، كَانَ بَرْطِيمَا، أَي ٱبْنُ طِيمَا، وهُوَ شَحَّاذٌ أَعْمَى، جَالِسًا عَلَى جَانِبِ الطَّريق.

 

فلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ يَسُوعُ النَّاصِرِيّ، بَدَأَ يَصْرُخُ ويَقُول: «يَا يَسُوعُ ٱبْنَ دَاوُدَ ٱرْحَمْنِي!».

 

فَٱنْتَهَرَهُ أُنَاسٌ كَثِيرُونَ لِيَسْكُت، إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ يَزْدَادُ صُرَاخًا: «يَا ٱبْنَ دَاوُدَ ٱرْحَمْنِي!».

 

فوَقَفَ يَسُوعُ وقَال: «أُدْعُوه!». فَدَعَوا الأَعْمَى قَائِلِين لَهُ: «ثِقْ وٱنْهَضْ! إِنَّهُ يَدْعُوك».

 

فطَرَحَ الأَعْمَى رِدَاءَهُ، ووَثَبَ وجَاءَ إِلى يَسُوع.

 

فقَالَ لَهُ يَسُوع: «مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَصْنَعَ لَكَ؟». قالَ لَهُ الأَعْمَى: «رَابُّونِي، أَنْ أُبْصِر!».

 

فقَالَ لَهُ يَسُوع: «إِذْهَبْ! إِيْمَانُكَ خَلَّصَكَ». ولِلْوَقْتِ عَادَ يُبْصِر. ورَاحَ يَتْبَعُ يَسُوعَ في الطَّرِيق.

 

 

 

 

تأمّل: (لمزيد من الإستنارة الروحيّة قراءته طوال الأسبوع بتمهّل).

 

 

شفاء أعمى أريحا هو قمّة أعاجيب يسوع في إنجيل مرقس. في هذا النصّ الإنجيليّ نحن أمام شفاء أعمى إبن طيما الذي يتحدّى الجمع ويُطلق العنان صارخًا: "يا يسوع ابن داود ارحمني". هذا الأعمى الذي يتسوّل الدراهم يعيش قابعًا مهمّشًا ومتروكًا أضحت قارعة الطريق جزءًا من حياته اليوميّة.

 

هذا الأعمى يطرح رداءه واثبًا نحو يسوع طالبًا إليه بإلحاح الشّفاء بعد أن انتظره بثقة وإيمان. أمام هذا الإيمان لا يستطيع يسوع إلّا أن يتوقّف إذ لا يجتاز من ينتظره وحتى لا يتجاهله. هكذا يصرخ الصدّيقون إلى الرَّبِّ في أوان الضيق وهكذا يستجيب لهم: "لأنّي إيّاك رجوت يا ربّ وأنت تجيب أيُّها السيّد إلهي" (مز 38/ 16). 

 

"بينما يسوع خارج من أريحا" تحتلّ أريحا مكانة هامّة في صفحات الكتاب المقدّس وفي تاريخ الشّعب اليهوديّ حيث يعود عمر هذه المدينة إلى سبعة آلاف سنة.  تتميّز أريحا بانحدارها عن سطح البحر. لذلك هي ترمز في المعتقد اليهوديّ، إلى مثوى الأموات أي "الشيول" حيث نزل إليه يسوع وأخرج منه كلَّ النفوس المنتظرة الخلاص.

 

هذا ما يبدو ظاهرًا في أيقونة المسيح الذي يمسك بيده كُلّا ً من آدم وحواء ليخرجهما من هذا المكان. يتكلّم يسوع عن أريحا في مثل السّامري الصّالح الذي كان نازلاً إلى أريحا ووقع في أيديّ اللّصوص، وخلال دخوله أريحا، حيث زار زكّا العشّار ونزل ضيفاً في بيته. وفي هذا النصّ يسوع يسير في أريحا. إذاً نحن أمام مناخ من الشّفاء والإرتداد وكلّ هذا يحدث بالقرب من أريحا وفي داخلها.

 

وما إن خرجَ يسوع وتلاميذه والجموع الغفيرة من أريحا، حتّى ظهر أعمى ابن طيما الذي يمثل كلَّ الشّعب اليهوديّ الذي كان يتنظر قدوم المسيح المخلّص. إنَّ ابن طيما يعي عَماهُ وحاجته إلى النّور وهذا ما يشير أنّه ما زال يعيش في ظلمة العهدِ القديم الذي كان ينتظرُ مجيء المسيح. لقد همَّشه المجتمع واعتبر عماه عِقاباً له.

 

لقد عرف الأعمى يسوع بقلبه قبل أن يعرفه ببصره. فرأى فيه ابنًا لداود فأصابه هذا الإسم بالصّميم. لقد أدرك بقوّة إيمانِهِ أنَّ يسوع وحده يستطيعُ أنْ يُخلّصَهُ ويرحَمَه. هو أراد أنْ يصلَ إلى يسوع رغم ازدحام الجموع وإسكاتها له فتخطّاها بإيمانه.

 

لقد طلب الأعمى من يسوع بإلحاح: "إرحمنى يا ابن دواد". فتوَّقفَ يسوع متوجِّهاً إلى الجموع "أُدعوه" استوقفه الأعمى وعلّم الجموع الإصغاء. سأل يسوع الأعمى ماذا تريد؟  فالطلب هو تعبير عن الذات وتثبيت للوجود.

 

ربح الأعمى الرّهان حين استوقف يسوع إذ طرح رداء العمى والضعف آتيًا إلى يسوع الذي سأله: "ماذا تريد أن أصنع لك؟" سأل يسوع الأعمى ليستنهضَ الوعي الأعمق فيه فيطلب النورَ ويتمسَّكُ بالشفاءِ حتى لا يعود يسقط في العمى الداخليّ الذي يصيب الجموع المُحتشدة حول يسوع فقال له: "أبْصِرْ إيمانك خلّصك".

 

كان الأعمى أقربُ ليسوع ممّا كانت الجموع التي تبصر، قريبة منه ولكنّها في الواقع كانت بعيدة عنه كلّ البعد، فلم ترَ فيه ابن داود بل يسوع الناصريّ صانع المعجزات: "...إنّي جئت إلى هذا العالم لإصدار حكم: أن يُبصرَ الذين لا يُبْصِرون ويعمى الذين يبصرون" (يو9/ 39).

 

حين شُفي الأعمى "تبع يسوع في الطريق" وهذا أمر لم يفعله أعمى بيت صيدا ولم يستطع أن يُقدِمَ عليه الرَّجُل الغني. تبعه في الطريق التي تقود إلى أورشليم، حيث يتمُّ  سِرُّ الألم والموتِ والقيامة. هكذا يُضحي مصيرُ كُلِّ مَنْ أراد أن يكون تلميذاً ويرغب في اتّباع  يسوع على طريق الحقّ والحياة.

 

برطيما هو نموذج التلميذ الذي لا يستطيع بنفسه أنْ يتبعَ يسوع، هو مثل بطرس الذي لم يفهم الإنباء الأوّل بالآلام، ومثل يعقوب ويوحنّا اللذين أرادا أن يرتفعا على الآخرين. ولكن يسوع يشفي تلاميذه وينير قلوبهم فيستطيعون أن يتبعوه عبر كلِّ مراحلِ حياتِهِ وصولا ً إلى الصَّليب حيث الموت والقيامة. حيث يصبح يسوع والطريق شيئاً واحداً: "أنا هوَ الطريقُ والحَقُّ والحَياة".

 

عندما خلعَ الأعمى رداءَهُ الذي كان يحميه من البَرد، أراد أن يخلعَ كُلَّ ماضيه الذي كان يعيشه مُتخلّياً عن كلِّ الضمانات البشريَّة، ليصبح المسيح ابن داود ضمانته الوحيدة، وفي قوَّةِ الإيمان هذا تمَّت المُعْجِزة.

 

إنَّ الإيمان يردم المسافة ليصبح الإنسان قريباً من الله. فالعمى الحقيقيّ يُصيبُ في الواقع الجمع الذي كان يمشي مع يسوع لا إبن طيما القابع مكانه. هذا ما حصل مع النازفة، عندما كان الجميع  يزحمون يسوع ولكنّها وحدها لمسته ووحدها حصلت على قُدرَةِ الشِّفاء، لذلك فالإيمان وحده يكفي لِلخلاص ولكن "الإيمان بدون أعمال ميّت هو" كما يقول القدّيس يعقوب لذا علينا أن نُظهر أيماننا بأعمالنا الحسنة.

 

"إذهب إيمانُك خلّصك" الله دومًا يتدخّل في تاريخنا ويقوده. هذا ما بدا ظاهرًا في تاريخ الآباء والأنبياء في صفحات العهد القديم. كان إبراهيم منصرفـًا عقيمًا ليس من يرثه وأصبح شيخًا طاعنًا في السنّ، وكان وعد الله له قد طال إلى أنْ تراءى الله له في بلّوط مَمْرا: "وتراءى الرّبُّ له عند بلّوط مَمْرا، وهو جالس في باب الخيمة، عند احتداد النهار...وقال إبراهيم: سيّدي إن نِلتُ حُظوةً في عينيك، فلا تجز عَنْ عَبْدِك" (تك 18/ 1).

 

ففي ظلمة تاريخنا وخطيئتنا نحن مدعوُّون أنْ نستوقفه ونصرخ له كما صرخ له إبراهيم وابن طيما: "يا ابن داود ارحمنا" الله يحترم حرِّيتنا، إذا لم نستوقفه وندعوه ونعبّر له عمّا يختلج في نفوسنا لا يستطيع أن يشفينا ويخلّصنا. الأعمى أدرك أنّه أعمى فانتهز فرصة العمر عندما مرّ يسوع بقربه.

 

أراد الأعمى أنْ يقول ليسوع إنْ لمْ تقفْ يا ابن داود لن أعودَ موجودًا. فمن له الشّجاعة أن ينطلق على الدّرب مع يسوع سيندهش وهو يكتشف درب النّور هذا. لا يكفي النظر والمجيء إلى يسوع، وحدها الإقامة معه تجعلني تلميذاً له. أعمى أريحا هو نموذج التلميذ الحقيقيّ الذي يثبت ويتبع يسوع في الطريق إلى أورشليم.

 

لذلك فالإلتزام بطريق الله قرار نأخذه في قلب "الظلمة" والإلتزم هو اقتبال وضعي الضّعيف الذي هو بحاجة إلى القوّة والشّفاء. فعندما أقتبل "الظلمة" عندئذٍ أستطيع أن أُقبِلَ إلى النّور. إذا كنّا نريد الحياة يجب أن ندرك أين تكمن مساحات الظلمة والعمى والموت في حياتنا. لذا نحن مدعوُّون أن ندرك ونرى من هو يسوع ونختبره ليتسنّى لنا اتّباعه.

 

وهذا ما فعله إبن طيما الذي لم  يستطع أن يتبع يسوع إلّا بعد أن أبصره أوّلا ً في قلبه وعقله وإيمانه ثمّ بعينيه. قد يتسنّى للشيطان بأن يجترح الكثير من الأعاجيب، لكنّه لا يستطيع أن يُعطيَ النّور لأحد، لأنَّ يسوع هو مَصْدَرُ النّورِ وحدَه.

 

عندما نلتقي الله  نطرح عنّا رداء الماضي والخطيئة واليأس والإنسان القديم الذي يستعبدنا. كلّما شرب الإنسان من فراغه الذاتي يتزايد إلتهابُ عَطَشِهِ باستمرار. يقول الأب بيار تيّار دي شاردان: "إنْ فهمنا تماماً معنى الصَّليب، لا يُخشى أنْ نجدَ أنَّ الحياة مُحزنة وقذرة، بل نُصبحُ أكثر انتباهًا إلى أهميَّتها التي لا تُدرك".

 

ويقول ألفريد دي موسيه: "الإنسان تلميذ والألم معلّمه ولا يعرف أحد نفسه ما لم يتألم". لذلك لا معنى للحياة من غير العَودَةِ إلى الذات وإلى الله. ولا معنى لآلامنا وجهودنا في هذه الحياة دون عيش معنى الصَّليب.

 

إنَّ الأحاسيس الشخصيَّة كتبكيت الضّمير والشّكوك المُقلقة والتساؤلات فهي مراسيل وإشارات من قبل الله، لأنَّ الله يريدُنا أنْ نُبَدِّلَ أسلوبَ حياتنا وتصرّفنا. يعاملنا الله مثل الحبيب الغيور كما جاء في سفر النبيّ هوشع، الذي يمنعُ حبيبته من الجري وراء عشاّقها بأن يسدَّ طريقها بالأشواك (هو 2 /4-15).

 

فالأحاسيس السلبيَّة كالإحباط والشكوك وظهور العقبات والرّغبة في الإستسلام تأتي من الشّرير الذي يضع أمامنا جميع الصعوبات لكي يدفعنا إلى الإستسلام. هذا ما عاشه أحد القدِّيسين عندما بدأ بالصّلاةِ والتكفير بعد ارتداده، كان يسمعُ صوتًا  داخليًّا يقول له: "كيف ستحافظ على هذا مُدَّة سبعين سنة؟" فأجابه قائلاً: "وأنت أيُّها الخبيث، هل تستطيع أنْ تعدني بساعة حياة واحدة؟" عندها زالت التجربة.

 

هذا مثال لنا على أنَّ الشرير يضع العقبات على طريق كلِّ الذين يريدون اتّباع طريق الله. لأنّه لا يريدنا أنْ نتغيَّرَ ولا أنْ نبدّلَ في مسلكيَّة حياتنا. هو يريد أنْ نستمرَّ قابعين على طريق الضعف البشريّ. عندما نعيش هذا النمط المؤلم وحتى وإن لم نشعر بحضور الله، علينا أن نثق بأنَّ نعمته ستظلُّ متاحة لنا دومًا.

 

لذلك يقول القدّيس بولس: "لم تُصبكم تجربة إلاّ وهي على مقدار وسع الإنسان. إنّ الله أمينٌ فلن يأذن أن تُجرّبوا فوق طاقتكم، بل يُؤتيكم مع التّجربة وسيلة الخروج منها بالقدرة على تحمّلها" (1 قور10/ 13).

 

كلّنا ندرك كم أنَّ آلام العمى قاتلة وآلام التهميش قاسية. كثيرًا ما يتهِّمُ المجتمع بعض الأشخاص بتهمٍ جائرة وهم بريئون منها، أو إن ارتكب أحدهم خطيئة أو زلّة ما، يختمونه بختمٍ لا يُمحى. وتتبعه صفة الإتّهام حتى تكاد تحلّ محلّ اسمه. هذا ما نراه في إبن طيما حتى بات اسمه "أعمى إبن أعمى".

 

ألم يكن له اسم حقيقيّ؟ لا ينقذنا من هذا المأزق إلاّ الإيمان الحقيقيّ بالمسيح الذي يوقظ الضّمير ويدفعه إلى اتّباع سلوكيّة نابعة من إحترامِ المسيحِ لكرامةِ جميع الناس. فالايمان هو البصر الحقيقيّ الذي ينير الإنسان في بحثه عن معنى الحياة. فمن الحماقة أن نجد السَّعادة والأمان فيما نملكه بدلا ً من الله. أن نخسر كلَّ شيء حتى رداء حياتنا لكي نربح حياة الله.

 

هذه حكمة إلهيّة مناقضة تمامًا لحكمة هذا العالم: "فقال كثيرٌ من تلاميذِه لمّا سمعوه: هذا كلام عسير من يطيق سماعه؟...فارتدَّ عندئذٍ كثيرٌ من تلاميذه وانقطعوا عن السَّيرِ معه"... فقال يسوع للإثنيّ عشر: أفلا تريدون أن تذهبوا أنتم أيضًا؟ أجابه سمعان بطرس: يا ربّ إلى مَن نذهب وكلام الحياة الأبديَّة عندك؟"(يو6).

 

يُعلّمنا إنجيل إبن طيما الأعمى، أنَّ قِوى الشّرِّ والخطيئة تحاول دومًا أن تصرف نظرنا عن حقيقةِ الله وخلاصه، لذلك يردِّدُ أحد القدِّيسين: "من يتنبَّهُ لِكَمائِنِ الشرِّ ويَتحَسَّسُ خطاياه، هو أعظمُ مِمَّن يُقيمُ المَوتى".

 

هذه القوى تُعمي بَصيرَتنا وتهشّمنا وتُحجِّم كلّ أهدافنا وتدفعنا لكي نظلَّ قابعين في مكاننا وتعدم ثقتنا بنفوسنا وتتلاعبُ بِكُلِّ قناعاتِنا وتستنزف كلَّ معنى لحياتنا. عندها تصبح حياتنا لا معنى لها وتصدّنا عن السَيرِ والثباتِ في طريق الخلاص. في كلِّ لحظةٍ من تاريخنا نحنُ مدعوُّون أنْ نكون أنبياء الله لنقرأ بِأعيُنِ إيماننا كلَّ تدَخُّلاتِهِ في رتابة حياتِنا اليوميَّة كما تقول القدِّيسة تريزيا الطفل يسوع: "إنَّ الله يتدخّلُ في أبسط أمورِ حَياتنا". هذا ما نحن مدعوُّون أنْ نقرأه ونتنبَّهَ له ونعيشَه.

 

 

أسئلة للتأمل والتفكير:

 

1-  هل ندرك أنّ الخطيئة تصدّنا عن السَّير في طريق الله؟ وهل ندرك أنّه عندما نفعل الخطيئة تتعثر كلّ ممارسات حياتنا الروحيّة، ويصبح عيش كلمة الله شبه مستحيل، إذا لم يتدخّل الله ويفرغ نعمته في قلوبنا؟

 

2- هل نستطيع أن نقرأ بأعين الإيمان أحداث الله وحضوره في لحظات ضعفنا وفشلنا؟ ما هو الذي يمنعنا من أن ندرك عمله ومروره في حياتنا؟ ما الذي يمنعنا من أن نصرخ له؟ هل نعرف أن ننتهز فرصة العمر كما انتهزها إبن طيما الأعمى؟

 

3- ما هو الشيء الذي يعمل على إسكات ضميرنا؟ هل اكتشفناه؟ هل ندرك أنّنا بدون الألم لا نستطيع أن نعرف أنفسنا؟ هل ندرك أنّ الإلتزام بطريق يسوع يصل بنا إلى أورشليم حيث الألم والصَّليب والمَوت فالقيامة؟

 

 

صلاة:  

 

أيُّها النّور الأزليّ، أضئ بقوَّةِ روحك القدّوس بصيرتنا وحطـِّم قوى الظلمة التي حطـَّمت اتّحادنا بك. أنر ظلمة قلوبنا لكي نخلع عنّا ثوب الضعف والظلمة، ألبسنا رداء السّلام والمحبّة وضمّنا مجدّدًا إليك. هدِّئ قلوبنا المضطَربة التي تستوقفها أمور الدنيا كلّ يوم. إجعلنا نعيش مُدركين أنَّ لحظة عبورنا  إلى النّور لا بدّ آتية. أشرق بشعاع نورك علينا، وبدّد الظلمة التي ما يزال يتخبّط بها وطننا. أنر بصائر حكّامنا لتتسرّب إلى ضمائرهم إشعاعات نورك. أدخلنا ملئ النور الذي أشعّ وأنار عينيّ إبن طيما ونصرخ: إرحمنا يا ابن داود، فقد حان المساء ومال النهار، لك المجد إلى الأبد. آمين.

 

 

الأب نبيل حبشي ر.م.م.