الأربعاء الأول من زمن العنصرة «الإنجيل

 

 

 

إنجيل اليوم  (يو 7/ 37-39)

 

 

37 وفي آخر ايّام العيد وأعظمها، وقف يسوع وهتف قائلا:"إن عطش أحد فليأتِ إليّ.

 

38 والمؤمن بي فليشرب، كما قال الكتاب: من جوفه تتدفّق أنهار ماء حيّ .

 

39 قال هذا عن الروح الّذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه. فالروح لم يكن بعد قد أعطي، لأن يسوع لم يكن بعد قد مُجّد.

 

 

 

أوّلاً قراءتي للنصّ

 

 

في آخر أيّام عيد المظالّ، يركزّ يسوع على عطيّة الماء لمن يعطش ويأتي إليه ويؤمن به ، مشيرًا إلى نصّين نبويّين كانا يُقرآن في العيد (حز47/ 1-12؛  زك14/8)، علاوة على ماء الصخرة (خر1/17_7)؛ إن عطيّة الماء في يوحنّا تتبع عطيّة الخبز والسمك، كما تتبع عطيّة الماء في سفر الخروج عطيّة المنّ والسلوى (16/1ـ13)؛ إنّها عطيّة الحياة الروحيّة التي يجب أن تتدفّق من كلّ مؤمن حقيقيّ بيسوع.

 

 

 

 يصف حزقيّال في (1/47ـ12)، المياه التي رآها تجري على طول جانب الهيكل الأماميّ الجنوبي وعبر المذبح إلى الشرق، والتي عند اجتيازه لها ، أخذت تغمره، حتّى الكعبين، وإلى الركبتين، وإلى الحقوَين، إلى أن تعذّر عليه اجتيازها إلاّ سباحة، لأنّها تحوّلت إلى نهر كبير، تقوم على شاطئه من هنا ومن هناك، أشجار كثيرة، وتصبّ مياهه في مياه البحر الميت، فتحوّلها إلى مياه عذبة.

 

 

ويقول زكريّا في (8/14 ـ9):"وتخرج في ذلك اليوم مياه حيّة من أورشليم، نصفها إلى البحر الشرقيّ، ونصفها إلى البحر الغربيّ، وتدوم صيفًا وشتاءً، ويكون الربّ ملكًا على الأرض كلّها، فيكون ربّ واحد واسمه واحد".

 

 

 

ثانيا "قراءة رعائية"

 

 

 الآية (37)

 

نجد، في آخر يوم من أيّام العيد، طقس المياه ؛ لهذا كان كلام يسوع الذي أعلن فيه أنّه هو ينبوع ماء حيّ للعطاش المؤمنين؛ قد يكون المؤمن أيضًا ينبوع ماء (راجع 4/14 وشرحها)، حين يتحد بيسوع الينبوع الحيّ، كما قد يكون نورًا حين يأخذ نوره من الذي دعا نفسه نور العالم (8/12).

 

 

الآية (39)

 

يعطي الروح للمؤمنين يوم العنصرة (رسل2)؛ ويعطي الروح في يوحنّا، على الصليب (19/30: وأسلم الروح)، ويوم القيامة (20/22)؛ يسوع يتمجّد حين  يتجلّى كالابن الوحيد الآتي من الآب (1ـ 14).

 

 

                                                  الأب توما مهنّا