الأربعاء الثاني من الصوم الكبير «الإنجيل

 

 

 

 

 

 

إنجيل اليوم  (متّى 12: 38-45)

 

 

 

38 حِينَئِذٍ أجَابَهُ بَعضُ الكَتَبَةِ والفِرِّيسِيِّينَ قَائِلِين: "يا مُعلِّم، نُريدُ أَن نَرى مِنكَ آية".

 

39 فأَجَابَ وقَالَ لَهُم: "جِيلٌ شِرِّيرٌ فَاجِر يَطلُبُ آية، ولَن يُعْطى آيةً إلَّا آيَةَ يُونَانَ النَّبِيّ.

 

40 فكما كَانَ يُونانُ في بَطنِ الحُوتِ ثَلاثةَ أَيَّامٍ وثلاثَ لَيال، كَذَلكَ سَيَكُونُ ابنُ الإِنسانِ في قَلب الأَرضِ ثَلاثةَ أَيَّامٍ وثلاثَ لَيال.

 

41 رِجالُ نِينَوى سَيَقومونَ في الدَّينونةِ معَ هذا الجيلِ ويَدِينُونَهُ، لأَنَّهم تابُوا بِإِنذارِ يُونان، وها هُنا أَعظَمُ مِن يُونان.

 

42 مَلِكَةُ الجَنُوبِ سَتقُومُ في الدَّينونةِ مع هذا الجِيلِ وتَدِينُهُ، لأَنَّها جاءَت مِن أَقاصي الأَرضِ لِتَسمَعَ حِكمةَ سُلَيمان، وهاهُنا أَعظَمُ مِن سُلَيمان!

 

43 إِنَّ الرُّوحَ النَّجِس، إِذا خَرَجَ مِنَ الإِنسان، يَطُوفُ في أمَاكِن لا ماء فيها، يَطلُبُ الرَّاحَةَ فلا يَجِدُها.

 

44 حِينَئِذٍ يقول: "سَأعُودُ إِلى بَيتِي الَّذي خَرَجْتُ مِنه". ويَعُودُ فَيَجِدُهُ خالِيًا، مَكنُوسًا، مُزَيَّنًا.

 

45 حِينَئِذٍ يَذهَبُ ويَجلُبُ مَعَهُ سَبْعَةَ أَرواحٍ آخَرِينَ أكثَرُ مِنهُ شرًّا، ويَدخُلونَ ويَسكُنُونَ في ذلِكَ الإنسَان، فتَكونُ حَالتُهُ الأَخيرةُ أَسوَأَ مِن حالتِه الأُولى، هَكَذا سَيَكونُ أيضًا لِهَذَا الجِيلِ الشِّرِير!".

 

 

 

أوّلًا قراءتي للنّص

 

 

 

 أُعطيَ لنصّ إنجيل هذا اليوم عنوانان، الأوّل "آية يونان" (38-42)؛ لهذه الآيات آيات موازية في لوقا (11: 16، 29-32)؛ ويرد بعضها في متّى أيضًا (16: 1-4)، وفي مرقس (8: 11-12)؛ والعنوان الثاني"عودة الروح النجس" (43-45)؛ لهذه الآيات آيات موازية في لوقا (11: 24-26).

 

 

 تحت العنوان الأوّل "آية يونان" (38-42): لم يرضَ الفرّيسيّون والكتبة، علماء التوراة، بالشفاءات التي أتمّها يسوع لعديدٍ من المرضى! لماذا؟ لأنّ همّهم لم يكن رؤية أعجوبة، بل كان في أن يجرّبوه! لذلك أتوه قائلين:"يا معلّم، نريد أن نرى آية" (كونيّة خارقة)؛ غير أنّ يسوع، العارف بنواياهم، رفض منذ البداية طلبهم، ووصفهم "بجيل شرّير فاجر"، ولم يعطهم إلّا آية موته وقيامته، معبّرًا عنها بآية يونان النبيّ، وأنذرهم بالإدانة الآتية التي سوف يدينهم بها رجالُ نينوى الذين تابوا بإنذار يونان، وهم لم يتوبوا مع أنّهم مع مَن هو أعظم من يونان، والتي سوف تدينهم بها ملكةُ الجنوب التي جاءت مِن بعيد لتسمع حكمة سليمان، وهم لا يسمعون لمن هو معهم وهو أعظم من سليمان!

 

 

 

 

 وتحت العنوان الثاني "عودة الروح النجس" (43-45): أعطى يسوع هذا المثل، لكي يعلّمنا بأنّ التوبة (والإيمان) عمل مستمرّ، يتطلّب جهدًا وسهرًا وعناية متواصلة للحؤول دون عودة الروح النجس الذي، إذا ما خرج من الإنسان بالتوبة، استعان بسبعة آخرين أكثر منه شرًّا، لمحاربة التائب، والانتصار عليه، والسكن فيه من جديد.

 

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

 

 شرح عبارات وكلمات

 

يا معلّم، نريد أن نرى منك آية (38)

 

الآية التي طلب اليهود أن يروها من يسوع هي الآية التي كانوا يعتقدون بأنّ المسيح، حين يأتي، يجريها، ويها يساعد معاصريه على التعرّف إليه؛ لكنّ نيّتهم كانت سيّئة، إذ خلطوا بين آية تدلّ على حضور الله، وآية تدلّ على "بعض السحر".

 

 

 "جيل شرّير فاجر" (39)

 

حرفيًّا: زانٍ؛ والزنى يدل على عبادة الأصنام، وعلى خيانة الله الذي هو عريس شعبه.

 

 

 الآيتان (41-42)

 

اقتنعت ملكة سبأ بما رأته عند سليمان؛ أمّا معاصرو يسوع، الذي هو أعظم من سليمان، فلم يقتنعوا بتعليمه و أعماله؛ تاب أهل نينوى بإنذار من يونان؛ أمّا اليهود، فلم يلبّوا دعوة يسوع إلى التوبة، مع أنّه أعظم من يونان؛ لذلك سيكون موقع هؤلاء الوثنيّين أفضل من موقع اليهود يوم الدينونة الأخيرة.

 

 

 الآيات (43-45)

 

مَن لا يقيم فيه روح الله، مَن كان قلبه فارغًا من الله، يقيم فيه روح الشرّ؛ وإذا ما أخرج روح الشرّ من قلب إنسانٍ، فإنّه يصير أكثر شرًّا، ويحاول، بشتّى الطرق، أن يعود إلى قلب ذلك الإنسان، فيجعله أكثر نجاسة.

 

 

 

 

 

الأب توما مهنّا