الإثنين الرابع عشر من زمن العنصرة «الإنجيل

 

 

 

 

 

إنجيل اليوم ( لو 15/ 1-7)

 

 

1 كان جميع العشّارين والخطأة يقتربون منه ليسمعوه.

 

2 وكان الفرّيسيّون والكتبة يتذمّرون قائلين: "هذا الرّجل يستقبل الخطأة ويأكل معهم!".

 

3 فقال لهم هذا المثل:

 

4 "أيُّ رجلٍ منكم، له مئة خروف، فأضاع واحدًا منها، لا يترك التّسعة والتسعين في البرّيّة ويذهب وراء الضّائع حتّى يجده؟

 

5 فإذا وجده حمله على كتفيه فرحًا.

 

6 ويعود إلى البيت فيدعو الأصدقاء والجيران، ويقول لهم: افرحوا معي، لأنّي وجدت خروفي الضّائع!

 

7 أقول لكم: هكذا يكون فرحٌ في السّماء بخاطئٍ واحدٍ يتوب، أكثر من تسعةٍ وتسعين بارًّا، لا يحتاجون إلى التّوبة!

 

 

 

أوّلاً قراءتي للنصّ

 

 

يتضمّن الفصل الخامس عشر من لوقا ثلاثة أمثال، مثل الخروف الضائع (1-7)، وله نصّ موازٍ في متّى (18/ 12-14)، ومثل الدرهم الضائع (8-10)، ومثل الآبن الضائع ( 11-32)؛ نلاحظ أنّ لوقا يتفردّ بالمثلين، الثاني والثالث، فلا نصّ موازٍ لأيّ منهما لدى الإزائيّين؛ تعتبر الآيتان (1-2) مقدّمةً لهذه الأمثال، إذ تتكلّم، من جهة، عن استقبال يسوع للعشّارين والخطأة الّذين كانوا دومًا يقتربون منه ليسمعوه، ومن جهة أخرى، عن تساؤل الفرّيسيّين والكتبة حول تصرّف يسوع هذا، وتذمّرهم منه؛ لذلك، هدف يسوع من هذه الأمثلة الثلاثة أن يجيب هؤلاء على انتقادهم.

 

 

 ينطلق يسوع، في مثل الخروف الضائع، من افتراضين، الأوّل، امتلاك أحد منكم، أنتم الفرّيسيّين والكتبة، مئة خروف، والثاني، إضاعة واحد منها؛ ويتساءل يسوع أمامهم، عمّا يمكن أن يفعل صاحب الخروف الضّال: ألا يترك التّسعة والتّسعين...، ويذهب مفتّشًا عن الضالّ، إلى أن يجده، فيحمله على كتفيه، ويأتي به إلى البيت، ويفرح بوجوده، ويدعو الأصدقاء والجيران ليشاركوه في فرحه؟ وينتقل يسوع إلى التطبيق، فيدعو إلى إبدال الخروف الضالّ بالإنسان الخاطئ: ألا يستأهل هذا، وبالأحرى، الاهتمام نفسه، والأفعال نفسها، وأكثر منها، لكي يتوب ويعود إلى الربّ؟  

 

 

 

ويأتي النتيجة التالية أقول لكم: "هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب، أكثر من تسعة وتسعين بارًّا، لا يحتاجون إلى توبة"! (7).

 

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

 

 

نكتشف محبّة الله الآب، كأساس، في تصرّف يسوع مع البشر؛ انتقده الفرّيسيّون والكتبة من منطلق اعتبار أنفسهم أبرارًا أمام الله، وتشكّكوا من تضامنه مع الخطأة؛ فأعطاهم يسوع ثلاثة أمثال تشدّد على اهتمام الله الآب بالضالّين، وتدعو التلاميذ إلى التشبّه به.

 

 

الآية (3) صورة الراعي والقطيع تعبّر عن علاقة الله بشعبه ( راجع لو 12/ 32؛ مز 23؛ آش 40/ 11؛ حز 34/ 11-16)؛ ووجود خروف الضالّ صورة عن الخلاص ( مي 4/ 6-7؛ إر 23/ 1-4؛ حز 34/ 11-16)؛ شدّد متّى في النص الموازي ( 18/ 12-14) على مسؤوليّة الرعاة في الكنيسة تجاه الصغار في الجماعة؛ أمّا لوقا، فيحدّثنا عن الله الذي يطلب الخاطئ؛ استبعد الفرّيسيّون والكتبة الخطأة، أمّا الله فيستقبل، بيسوع المسيح الجميع ويعتلن أنّه إله محبّ.

 

 

 

 

الأب توما مهنّا