الإثنين السابع من زمن القيامة «الإنجيل

 

إنجيل اليوم (يو 12: 20-25)

 

 

20 وكانَ بَينَ الصَّاعِدينَ لِيَسجُدوا في العيد، بَعضُ اليونانِيِّين.

 

21 فَدَنَا هَؤلاءِ مِن فيلِبُّسَ، الذي مِن بَيتَ صَيدا في الجَليل، وسَألوهُ قائلين: "يا سَيِّد، نُريدُ أَن نَرى يسوع".

 

22 فجاءَ فيلِبُّسُ وقالَ لأَنَدرواس، وجاءَ أَندَرواسُ وفيلِبُّس وقالا ليسوع.

 

23 فأَجابَهُما يسوعُ قائلًا: "لَقَد حانَت السَّاعَةُ لكي يُمَجَّدَ ابنُ الإِنسان.

 

24 ألحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: إنَّ حَبَّةَ الحِنطَةِ، إن لم تَقَعْ في الأَرضِ وَتَمُتْ، تَبقَى وَاحِدَة. وإن ماتَت، تَأتي بِثَمَرٍ كثير.

 

 25 مَن يُحِبُّ نَفسَهُ يَفقِدُها، ومَن يُبغِضُها في هذا العالَم يَحفَظُها لِحَياةٍ أَبَدِيَّة".

 

 

 

أوّلًا قراءتي للنصّ

 

 

يونانيّون مشاركون في العيد دنَوا من فيليبّس، وسألوه: نريد أن نرى يسوع؛ هذا يدلّ على أنّ رسالة يسوع غير منحصرة في الشعب اليهوديّ، بل قد وصلت إليهم، أي إلى العالم الوثنيّ، وفعلت فيهم، لذلك جاءوا في طلب المزيد حولها: رؤية يسوع التي توفّر معرفةً أفضل وأكمل مِمّا يوفّره السمع؛ تشاور فيليبّس مع أندراوس في الأمر وترافقا إلى يسوع لمفاتحته في هذا الأمر.

 

 

ولدى عرضهما هذا الأمر، أعلنَ يسوع بأنّ ساعته قد حانت، ساعة آلامه، ساعة موته الذي، مثل موت حبّة القمح، سيكون للقيامة ولجذب جميع الشعوب إليه.

 

 

 

واستخلص يسوع، في الآية (25) قاعدة حياة جديدة للإنسان الذي، إذا ما أحبّ نفسه في هذا العالم، إذا ما جعلها على حجم ما في هذا العالم، وما يحصل عليه منه، يفقدها، أي يجعلها زائلة بزوال هذا العالم وأيّ شيء فيه؛ والإنسان الذي، إذا ما أبغض نفسه في هذا العالم، أي انتزعها من هذا العالم ومغرياته، وحرّرها من الروابط الكثيرة التي تربطها به وبمظاهره، أبقاها في ذاتها، مخلوقة على صورة الله، ومتجدّدة على صورة ابنه مخلّصنا، فيحفظها هكذا لحياة أبديّة هي التي بلغها الربّ، بعد موته، بقيامته المجيدة من بين الأموات وبجلوسه عن يمين الله.

 

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

 

أتى بعض اليونانيّين ليسجدوا في العيد؛ هم من خائفي الله، أو من المهتدين الجدد من الأمم الوثنيّة؛ أراد هؤلاء أن يرَوا يسوع، أن يسمعوه وجهًا لوجه؛ يدلّ موقفهم هذا على أنّهم كانوا أكثر اهتمامًا ببشارة يسوع من العديد من اليهود؛ ونشير هنا إلى أنّ الوضع ذاته كان خلال انطلاقة الكنيسة في العالم اليونانيّ والرومانيّ في أواخر القرن الأوّل؛ كلّ هذا يعني أنّ رسالة يسوع كانت رسالة محبّة الله للبشر جميعًا، وليس لفئة معيّنة.

 

 

 

شرح عبارات وكلمات

 

 

فجاء فيليبّس وقال لأندراوس (22)

 

كما قاد فيليبّس نتنائيل، وأندراوسُ سمعانَ إلى يسوع (راجع 1: 19)، فإنّهما يقودان هنا يونانيّين.

 

حانت الساعة (23)

 

بدأ مجد يسوع مع تلاميذه، في نهاية نشاطه على الأرض، وسيتجلّى مجده حين يصل به هذا النشاط إلى الموت على الصليب، وإلى القيامة.

 

إنّ حبّة الحنطة (24)

 

كما لا تعطي حبّة الحنطة الحصاد الوفير إلّا إذا ماتت، كذلك يسوع، فإنّه، عبر الآلام والموت، سيصل إلى القيامة وإلى جمع المؤمنين في كنيسة واحدة.

 

الآية (25)

 

فعل أَبغَضَ يعاكس فعل أحَبَّ؛ مَن أحَبَّ نفسه وركّزَ نجاحه في ذاته، خسر كلّ شيء (متّى 16: 24-25؛ مر 8: 34-35؛ لو 9: 23-24)؛ نحن، هنا، في مناخ الصليب؛ الحياة الأبديّة هي حياة من الصداقة مع الله تبدأ على الأرض وتدوم في السماء إلى الأبد.

 

الأب توما مهنّا