الإثنين العاشر من زمن العنصرة «الإنجيل

 

 

 

إنجيل اليوم  ( متّى ٢٣ /١٣-١٥)

 

 

١٣ قال الرَّبُّ يَسوع : "الويلُ لَكُم، أيُّها الكَتَبَةُ والفَرِّيسيّون المُراؤون! لأنَّكُم تُغلقون مَلَكوتَ السَّماوات في وجهِ النّاس، فلا أنتُم تدخلون، ولا تَدَعون الدّاخلينَ يَدخلون.

١٤ ...

١٥ الويلُ لَكُم، أيُّها الكتَبَة والفرِّيسيّون المراؤون! لأنّكم تطوفون البحر والبّر، لتحوِّلوا وثنيًّا واحدًا إلى ديانتكم، ومتى صار يهوديًّا، تحوِّلونه ابن جهنَّم، ضعف ما أنتم عليه.

 

 

 

أوّلاً قراءتي للنصّ

 

أُعطيَ للفصل (٢٣) من إنجيل متّى ثلاثة عناوين الأوّل "رياء الكتبة والفرّيسيّين" (١-١٢)، والثاني "الويل للكتبة والفرّيسيّين" (١٣-٣٦ )، والثالث "يسوع ينذر أورشليم" (٣٧-٣٩)؛ للعنوان الثاني نصّ موازٍ في لوقا (١١/٣٩-٥٢)؛ ونصّ إنجيل هذا النهار، الذي نحن في صدد شرحه، ينطوي على ثلاث آيات (١٣، ١٤، ١٥).

 

 

الآية (١٣)

 

يتوجّه يسوع "بالويل" (الأوّل) إلى الكتبة والفرّيسيّين الّذين يصفهم بالمرائين، أي الكذّابين، لأنّهم لم يؤمنوا بيسوع الذي معه وافانا ملكوت اللّه، رافضين هكذا، الدخول في الملكوت، مسبقًا، ومتّخذين قرارًا بالرفض نهائيًّا، وقد استعملوا ما لديهم من نفوذ، على الصعيد الدينيّ، للحؤول دون إيمان الناس، ودخولهم إلى ملكوت اللّه بيسوع المسيح.

 

 

 الآية (١٤)

 

هذه الآية منقولة عن مرقس (١٢ /٤٠)، ولوقا (٢٠ /٤٧)، وهذا نصّها عند الاثنين: "ويلتهمون بيوت الأرامل، وبرياء يطيلون الصلاة؛ هؤلاء سينالون دينونة أعظم"؛ حُذِفَت هنا، لكي يبقى عدد الويلات سبعة، العدد الذي ينطبق أكثر مع أسلوب متّى؛ خطيرة التهم التي يتوجّه بها يسوع هنا، إليهم. يضرّون الأرامل في بيوتهم بدلاً من أن  يساعدوهنّ، فيضيفون على حرمانهنّ العائليّ، حرمانًا آخر ممّا لهنّ في بيوتهنّ؛ ويكذبون على اللّه في صلاتهم التي يطيلونها تظاهرًا للنّاس.

 

 

  الآية (١٥)

 

يتوجّه يسوع "بالويل" (الثاني) إلى الكتبة والفرّيسيّين الذين يصفهم هنا، أيضًا، بالمرائين، رغم الجهد الكبير الذي يبذلونه، بحرًا وبرًّا، ليردّوا وثنيًّا إلى ديانتهم، لأنّهم، ما أن يرتدّ هذا "المسكين" إلى ديانتهم، حتّى يصيّروه ابن جهنّم ضعف ما هم عليه!

 

 

 

 

 

ثانيًا  "قراءة رعائيّة"

 

 

 

يقسو متّى على الفرّيسيّين قساوة الأنبياء؛ قد لا يجوز الحكم عليهم انطلاقًا من هذه الانتقادات القاسية، والمتجاوزة المعقول بالنسبة إلى ما كانوا يتحلّون، ويعرفون به، من معرفة للشَّريعة وأمانة لها، في سفر أعمال الرسل غير ما يبدون هنا؛ ومع ذلك، نقول إنّ متّى قد جمع هذه الانتقادات، ورتّبها ترتيبًا تصاعديًّا، ليثبت أنّ رفض الشعب ليسوع متسبّب من مواقف الفرّيسيّين والكتبة السلبيّة منه.

 

 

 

 

الأب توما مهنّا