الإثنين من أسبوع الكهنة «الإنجيل

 

 

 

 

إنجيل اليوم (متى 16/ 24-28)

 

 

24 حينئذٍ قالَ يسوعُ لتلاميذِه: "مَن أرادَ أنْ يَتبعني، فليَكفُرْ بنفسِهِ وَيِحمِلْ صَليبَهُ ويتبعني،

 

25 لأنَّ مَن أراد أن يُخلّصَ نفسَهُ يَفقِدُها، ومَن فقدَ نفسَهُ مِن أجلي يَجدُها.

 

26 فماذا يَنفَعُ الإنسان َ لو رَبِحَ العالمَ كُلّهُ وخسِرَ نفسَهُ؟ أو ماذا يُعطي الإنسانُ بَدَلًا عَن نفسِهِ؟

 

27 فإنَّ ابنَ الإنسانِ سوفَ يَأتي في مجدِ أبيه، معَ ملائِكتِهِ، وحينئذٍ يُجازي كُلَّ واحِدٍ بحسبِ عَمَلِهِ.

 

28 الحَقَّ أقولُ لكُم: إنَّ بعضًا مِن القائِمين هُنا لنْ يَذوقوا المَوت، حتّى يَرَوا ابنَ الإنسانٍ آتيًا في ملكوتِهِ".

 

 

 

أوّلاً قراءَتي للنصّ

 

 

 أُعطيَ لنَصِّ إنجيل هذا اليوم العنوان التالي "اتّباعُ يسوع"؛ له نصّ مُوازٍ في مرقس (8/ 34، 9/ 1)، وآخر في لوقا (9/ 23-27)؛ أنظُر شرحَ هذا النصّ، ضِمنًا، في زمن القيامة  الأسبوع الخامس يوم الأربعاء.

 

 

 إنّ خلاصَ النّفسِ أو إيجادَها، مُرتبط باتّباع يسوع! فالإنسان، المُفتّش عن نفسه، بأفعاله وأعماله، لا يُمكنُهُ أن يجدها، لا في ما هو بطبيعتِهِ الخاطئة، ولا في ما يكسبه بنشاطِهِ من أشياء هذا العالم، لأنّه فاقد لهذا ولذاك بالموتِ المُحتّم؛ لذلك، يدُلّ يسوع الإنسان، كلَّ واحدٍ منّا، على الطريق الأمين، المؤدّي إلى إيجادِ النّفسِ وإلى خلاصِها: هذه الطريق هي في دعوةِ يسوع لاتّباعِه، وفي تلبيَةِ هذه الدّعوة بفعل اختيارٍ حُرٍّ وشخصيّ، مُرفق باستعداد، مُتزايد باطّراد، للكفرِ بالذات، ولفقدِها بكاملها، مِن أجلِه، وذلك عبرَ حملِ الصّليبِ اليوميّ، بِصبرٍ ورِضا، وعبرَ السّيرِ وراءَهُ حتّى النّهاية، حيث يعود فيجدُها بهيّةً ومؤهَّلةً لمُشاركةِ الربِّ في مجدِهِ، حين يأتي لِمُجازاةِ كلِّ إنسانٍ بحسبِ أعمالِهِ.

 

 

 

ثانيًا قراءة رعائيّة

 

 

 طلبَ (ويطلب) يسوع مِن تلاميذِهِ أن يتبعوه، وأن يتألّموا معه؛ يُمكنُ الكلام، في هذا المجال، عن خمسةِ أقوالٍ ليسوع، هي التالية إنكارُ النّفس وحملُ الصّليب وخسارةُ الحياة  وربحُ الحياة و الدينونة الأخيرة؛ كلّ هذا يعود إلى يسوع؛ أمّا نحنُ، فإنكارُ الذّات وحملُ الصّليب هُما بهدف السّيرِ وراءَ يسوع.

 

 

 

شرح عبارات وكلمات

 

 

 ابنُ الإنسان يأتي... ويُجازي (27)

 

 فكرةُ الجزاءِ الشّخصيّ تتميّز، في متّى، بميزتَين يسوع، ابنُ الإنسان، هو الذي يدينُ كلَّ إنسانٍ في اليومِ الأخير (الميزة الأولى) (متى 25/ 31-46)؛ موضوع الدّينونة هو الأعمال التي يعملها الإنسان، من هنا، أهميّة الأعمال الشّخصيّة (الميزة الثانية) (متى 6/ 4، 6، 18).

 

 

 إنّ بعضًا من القائمين هنا (28)

 

 في شرح هذه العبارة، تحدّث بعضُهُم عن التّجلّي، وآخرون عن القيامة وظهور يسوع بعدها، وآخرون عن دمار أورشليم؛ ربّما يكون في أساسِ كلِّ هذا فكرة تتحدّث عن مجيء يسوع القريب ونهاية العالم في خط ّ رسالة مار بولس الأولى والثانية إلى أهلِ تسالونيكي.

 

الأب توما مهنّا