الأربعاء  الثالث من زمن القيامة «الإنجيل

 

 

إنجيل اليوم (يو6: 34- 40)

 

 

 

34 قالوا له: "يا سيّد، أعطنا هذا الخبز كلّ حين".

 

35 قال لهم يسوع: "أنا هو خبز الحياة. من يأتي إليّ فلن يجوع، ومن يؤمن بي فلن يعطش أبدًا.

 

36 لكنّي قلت لكم: إنّكم رأيتموني، ولا تؤمنون.

 

37 كلّ من يعطيني إيّاه الآب يأتي إليّ، ومن يأتي إليّ فلن أطرده خارجًا.

 

38 لأنّي قد نزلت من السّماء، لا لأعمل مشيئتي، بل مشيئة من أرسلني.

 

39 وهذه مشيئة من أرسلني، ألاّ أفقد أحدًا من الّذين أعطاني إيّاهم، بل أن أقيمه في اليوم الأخير.

 

40 أجل، هذه مشيئة أبي، أنّ كلّ من يشاهد الابن ويؤمن به، ينال حياةً أبديّة، وأنا أقيمه في اليوم الأخير".

 

 

 

 

أوّلاً قراءتي للنصّ

 

عندما قال يسوع للجمع بأنّ الله الذي، في الأمس، أعطى شعبه في البرّيّة الخبز من السماء (المنّ)، هو، اليوم، يعطي العالم الخبز الحقيقيّ، الخبز النازل من السماء، قال له الجمع: "يا سيّد، أعطنا هذا الخبز كلّ حين" (34)؛ هذا الجواب، من قبل الجمع، هو جواب كامل من جهة القبول ("أعطنا" بصيغة الأمر)، ولكنّه جواب ناقص من جهة الفهم ("كلّ حين" أي الخبز الزمنيّ).

 

 

 لذلك، تابع يسوع الحديث مع الجمع ليوضح لهم ما يعينه بكلمة "الخبز الحقيقيّ"، فقال لهم: "أنا هو خبز الحياة" (35)؛ أنا هو الذي يملأ فراغ الإنسان، أنا هو الذي يفتّش عنه الإنسان، ولن يجده في الخارج عنّي؛ "أنتم رأيتموني" (36)، لأنّي قد نزلت من السماء وتجسّدت وتشبّهت بكم في كلّ شيء (ما عدا الخطيئة التي ليست منكم في الأصل)؛ التقينا معًا، تحدّثنا...؛ لكنّكم "لا تؤمنون" (36)، لأنّ رؤيتكم لي كانت ولا تزال على المستوى البشريّ؛ أمّا المطلوب، فهو في أن ترتقوا، برؤيتكم لي، إلى المستوى الخلاصيّ، إلى مستوى الإيمان، بمعنى أنّ كلّ من يشاهدني يؤمن بي: المطلوب إذن هو الرابط بين رؤيتي والإيمان بي (إنّي الخبز الحقيقيّ النازل من السماء...).

 

 

 وتابع يسوع توضيحه قائلاً: إنّي هنا، بمشيئة الله الاب، الذي هو أبي، لأتّمم مشيئة القدّوسة في كلّ منكم، في من يختارهم ويعطيني إيّاهم، إذ لا أحد منكم يمكنه أن يأتي إليّ من ذاته، بل يأتي إليّ ويؤمن بي، بمشيئة الله الآب الذي، هو، يعطيني إيّاه؛ ومشيئته هذه عينها هي في أن أحفظ الذين يعطيني إيّاهم، وأن لا أفقد أحدًا منهم، وأن أقيمهم معي في اليوم الأخير.

 

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

 نرى أنّ الجمع (34) ظلّ على المستوى المادّيّ، شأنهم شأن نيقوديموس (3: 4)، والسامريّة (4: 15)؛ وكلمّا كان يسوع يحاول أن يرفعهم إلى المستوى الخلاصيّ الروحيّ، كانوا يستصعبون كلامه ويتحوّلون عنه.

 

 أنا هو (راجع يو 6: 20): أورد يسوع التعريف عن ذاته سبع مرّات: أنا هو نور العالم (8: 12)، أنا باب الخراف (10: 7)، أنا هو الباب (10: 9)، أنا هو الراعي الصالح (10: 11، 14)، أنا هو القيامة والحياة (11: 25)، أنا هو الطريق والحقّ والحياة (14: 6)، أنا هو الكرمة (15: 1، 5)؛ يسوع هو (يهوه) الله، هو خبز الحياة...؛ يسوع هو الخبز الحيّ، هو الخبز الذي يحيي؛ إنّه الخبز الذي يعطي ملء الحياة للّذين يؤمنون به.

 

 

 شرح عبارات وكلمات

 

 

الآية (36)

 

الإيمان يحمل الإنسان على أن يرى في العمق، وألاّ يبقى، بالتالي، على سطح الأمور.

 

 

الآية (37)

 

 

الله هو الذي، برحمته، يبدأ مسيرة الخلاص؛ ويسوع يقبل الآتين إليه ويحفظهم ، ويعتبرهم عطيّة الله.

 

 

الآية (39)

 

القيامة والحياة الأبديّة هي حاضرة الآن، ومع ذلك، نحن في انتظار اليوم الأخير.

 

 

 الآية (40)

 

 

لا يستطيع الموت الذي غلبه الربّ بالقيامة أن يدمّر الحياة التي يعطيها المسيح.

 

 

الأب توما مهنّا