الجمعة السابعة عشرة من زمن العنصرة «الإنجيل

 

 

 

 

 

إنجيل اليوم  ( لو 6/ 31-38)

 

 

 

31 قال الرّبّ يسوع: "مثل ما تريدون أن يفعل النّاس لكم، افعلوا أنتم لهم.

32 وإن تحبّوا الّذين يحبّونكم، فأيّ فضلٍ لكم؟ فالخطأة أيضًا يحبّون الّذين يحبّونهم!

33 وإن تحسنوا إلى الّذين يحسنون إليكم، فأيّ فضلٍ لكم؟ فالخطأة أيضًا هكذا يفعلون!

34 وإن تقرضوا الّذين تأملون أن تستوفوا منهم، فأيّ فضلٍ لكم؟ فالخطأة أيضًا هكذا يفعلون!

35 بل أحبّوا أعداءكم، وأحسنوا، وأقرضوا دون أن تأملوا استيفاء قرضكم، فيكون أجركم عظيمًا، وتكونوا أبناء الله العليّ، لأنّه طيّبّ مع ناكري الجميل والأشرار.

36 كونوا رحماء، كما أنّ أباكم رحيم.

37 لا تدينو فلا تدانوا. ولا تحكموا على أحدٍ فلا يحكم عليكم. اغفروا يغفر لكم.

38 أعطوا تعطوا. ستعطون في حضنكم كيلاً حسنًا، ملبّدًا، مكدّسًا، طافحًا، لأنّكم بما تكيلون يكال لكم".

 

 

 

 

 

 

ينطلق نصّ إنجيل هذا اليوم، من المبدأ الأخلاقيّ البليغ التالي: "ومثل ما تريدون أن يفعل الناس لكم، افعلوا أنتم لهم" (31)؛ فماذا يعني هذا القول؟ إنّه يعني، بعبارة أوضح، أنّ ما نريده من الغير لنا، يجب أن يتحوّل إلى فعل منّا لهم!

 

 

 

ما نريده من الغير لنا كلّه خير: كلّنا نريد، بطريقة عفويّة وطبيعيّة، أن يتصرّف الناس، بأقوالهم وأفعالهم، بالخير نحونا؛ فما نريده من الغير لنا هو إذن، غير ما نتوقّعه منهم في ظروف الزمان والمكان، وهذا ما يحصل بالفعل، وفيه نقص ننتقده، وقد ينشئ عداوةً ويغذّيها! إنّنا نريد الخير لنا، وفق رؤيتنا لهذا الخير؛ وإردتنا هذه للخير لا تكون بكاملها إلاّ إذا كان مصدر هذا الخير من الغير، إمّا من الله مباشرة أو من طريق الطبيعة، وإمّا من الناس الّذين نتعامل معهم في هذه الحياة.

 

 

ما يطلبه الرّب منّا هو ألّا نريد فقط، بل أن نفعل للغير ما نريد من هذا الغير أن يفعله لنا، ونريد أن تكون إرادتنا هذه فعلًا لديهم، فعلينا أن نجعلها فعلّا لدينا بالنسبة إليهم! لأنّ هذا ممكن عكس ذاك، أو أقّله، أكثر من ذاك، إذ يمكنني أن أحوّل إرادة الخير فيّ، وليس في الآخر، إلى فعلٍ للخير.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الأب توما مهنّا