الخميس الرابع بعد الدنح «الإنجيل

 

إنجيل اليوم (لو 17/ -11- 19)

 

 

11 فِيمَا كانَ يَسُوعُ ذَاهِبًا إلى أُورَشَلِيم، اجتَازَ مَا بَينَ السَّامِرَةِ والجَلِيل.

 

12 وفِيمَا هُو يَدخُلُ إحدَى القُرَى، لَقِيَهُ عَشَرَةُ رِجَالٍ بُرص، فَوَقَفوا مِن بَعِيد.

 

13 وَرَفَعُوا أصوَاتَهُم قَائِلِين: "يَا يَسُوع، يَا مُعَلِّم، ارحَمنَا!".

 

14 وَرَآهُم يَسُوعُ فَقَالَ لَهُم: "اذهَبُوا وأرُوا أنفُسَكُم لِلكَهَنَة". وفِيمَا هُم ذَاهِبُونَ طَهُرُوا.

 

15 فَلَمَّا رَأى وَاحِدٌ مِنهُم أنَّهُ قَد شُفِيَ، عَادَ وَهُوَ يُمَجِّدُ اللهَ بِصَوتٍ عَظِيم.

 

16 وارتَمَى على وَجْهِهِ عِندَ قَدَمَي يَسُوعَ يَشكُرُه، وكانَ سَامِرِيًّا.

 

17 فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَال: "أمَا طَهُرَ العَشَرَة؟ فَأينَ التِّسعَة؟

 

18 أمَا وُجِدَ فِيهِم مَنْ يَعُودُ لِيُمَجِّدَ اللهَ سِوَى هَذا الغَرِيب؟!".

 

19 ثُمَّ قَالَ لَهُ: "قُم واذهَبْ، إيمَانُكَ خَلَّصَكَ!".

 

أوّلاً، قراءتي للنصّ

 

1- الآية (11): نرى يسوع في مسيرته الطويلة إلى أورشليم (9: 51 - 19: 27)، التي باشرها، بعد اتخاذه القرار الحاسم بتتميم عمل الخلاص، وهو في هذا النصّ، بين السامرة والجليل؛ يظهر الإنجيليُّ لوقا يسوعَ دومًا سائرًا، ولا يذكر اسم أيّ بلد يمرّ فيها، ما عدا أريحا، لأنّها مفترق إلى أورشليم (راجع شرح لوقا 9: 51).

 

2- حدث شفاء عشرة بُرص: حين كان يسوع يجتاز ما بين الناصرة والجليل، لقيه عشرة رجال بُرص، وطلبوا منه، رافعين أصواتهم من بعيد، الرحمة، أي الشفاء؛ "رآهم" يسوع، يقول الإنجيليّ، وقال لهم: "اذهبوا وأرُوا أنفُسَكم للكهنة"، وفق ما تأمر به الشريعة؛ فطهروا فيما هم ذاهبون!

 

3- النتيجة: واحد من العشرة، وهو سامريّ، "رأى أنّه شُفِيَ"، وعى الحدث فيه ومعه، شعر بقوّة الربّ فيه وبعلاقته به؛ فعبّر عن كلّ ذلك بأن عاد إلى يسوع، وهو يمجّد الله بصوت عظيم، وارتمى على وجهه عند قدميه يشكره؛ سأل يسوع، عندئذ وأمامه، عن التسعة الباقين: أما طهروا، أين هم؟

 

إنّهم لم يعوا عطيّة الربّ، ولم يشعروا بقوّة حضوره فيهم، كالكثيرين الذين يسيرون على دروب هذه الحياة، بالتوفيق والهناء، وهم غافلون عنه، عن الربّ الذي صمّم هذه الدروب، وأغدق الخير...، مشرقًا شمسه على الجميع؛ ثُمَّ التفت إلى المرتمي عند قدميه، وقال له: "قُمْ واذهبْ، إيمانك خلّصك!".

 

4- يظهر، في هذا النصّ، عظم مجّانيّة يسوع، وعظم العرفان بالجميل في نظره.

 

ثانيًا، "قراءة رعائيّة"

 

1- شفى يسوع عشرة رجال بُرص، فعاد واحد منهم ليشكره، وكان سامريًّا غريبًا؛ هو، وحده، سمع نداء الملكوت؛ هو وحده، نال شفاء الجسد، وصحّة النفس؛ أمّا الآخرون، فاكتفوا بشفاء الجسد، وتجاهلوا الغاية منه: صحّة النفس.

 

2- الآية (12): الرقم 10 هو رقم مكرَّس، هو عدد أصابع اليدين، وهو مضاعف خمسة؛ وقفوا من بعيد، إذْ لا يحقّ لهم الإقتراب من الناس (راجع لا 13: 46).

 

3- الآية (15): في العالم اليهوديّ، يمجّد الله في الهيكل؛ يسوع هو الهيكل الجديد، هو حضور الله على الأرض؛ لهذا، عاد إليه الأبرص الذي شفي، لكي يمجّد الله، به ومعه، على شفائه.

 

 

                                                                            الأب توما مهنّا