الخميس السابع من زمن القيامة «الإنجيل

 

 

إنجيل اليوم (يو 12: 37-43)

 

 

 

37 صَنَعَ يسوعُ أمامَ اليهودِ تِلكَ الآياتِ كلَّها، فَما كانوا يُؤمِنونَ بِه،

 

38 لِتَتِمَّ الكَلِمَةُ الَّتي قالَها النَّبِيُّ آشَعْيا: "يا ربُّ، مَنِ آمَنَ بِما سَمِعَ مِنَّا؟ ولِمَن أُعلِنَت ذِراعُ الرَّبّ؟".

 

39 لِهَذا لم يَقدِروا أَن يُؤمِنوا لأَنَّ آشَعْيا قالَ أَيضًا:

 

40 "لَقَد أَعْمى عُيونَهم، وقَسَّى قُلوبَهُم، لِئَلاَّ يَرَوا بِعُيونِهم، ويَفهَموا بقُلوبِهِم، ويَتوبوا فَأَشفِيَهم".

 

41 قالَ آشَعْيا هذا، لِأَنَّه رَأَى مَجدَ يَسوعَ وتَحَدَّثَ عَنهُ.

 

42 غَيرَ أَنَّ كَثيرينَ مِنَ الرُّؤَساءِ أَنفُسِهِم آمَنوا بِه، ولكِنَّهم بِسَبَبِ الفِرِّيسيِّين لم يَجهَروا بِإِيمانِهِم، لِئَلاَّ يُفصَلوا مِنَ المَجمَع.

 

43 فقَد فضَّلوا مَجدَ النَّاسِ على مَجدِ الله.

 

 

أوّلًا قراءتي للنصّ

 

خاتمة القسم الأوّل من الإنجيل، "كتاب الآيات" (1: 19- 12: 50): رأى اليهود الآيات التي صنعها يسوع، وما آمنوا به، فصحّ فيهم ما قاله آشعيا النبيّ عندما سبق ورأى مجد يسوع وتحدّث عنه.

لذلك، قسّى الربّ قلوبهم وأعمى عيونهم، أي تحجّروا في رفضهم، وبالتالي في خطيئتهم، ما حال دون تمكّنهم من الاستفادة من ظروف مؤاتية ليروا ويفهموا وينقادوا بذلك إلى التوبة، ويحصلوا من الله على الشفاء.

 

والكثيرون من الرؤساء الذين آمنوا به، لم يجاهروا بإيمانهم حفاظًا على مراكزهم ومكاسبهم الاجتماعيّة، وهكذا فضّلوا مجد الناس على مجد الله.

 

 

ثانيًا " قراءة رعائيّة"

 

 

ينهي يوحنّا القسم الأوّل من إنجيله في الآيات (37- 50)،حيث يستعيد جوهر البشارة: شخص يسوع وتعاليمه كما تجلّت من خلال الآيات التي أجراها؛ فالرسل والشعب اليهوديّ، هم كلّهم، مدعوّون لكي يتّخذوا موقفًا: إمّا الإيمان وإمّا العمى؛ فاليهود لم يؤمنوا، مع أنّ الآيات كانت كافية لكي تجعلهم يؤمنون.

 

 

 

شرح عبارات وكلمات

 

بما سمع مِنّا (38)

 

هي الكنيسة تتكلّم بصيغة الجمع، وتدلّ على ما فعلته يد الربّ يسوع.

أعمى عيونَهُم... (40)

 

استشهد يوحنّا بآشعيا (6: 9-10)، لكي يفسّر رفض إسرائيل لنداء الإيمان؛ ظلّ الشعب أعمى، رغم كلّ ما فعله الله من أجله (راجع متّى 13: 15؛ مر 4: 11-12؛ لو 8: 10؛ رسل 28: 26-27).

 

 

لأنّه رأى مجد يسوع (41)

 

تحدّثَ آشعيا في (6: 3)، عن مجد الله وتحدَّثَ يوحنّا عن مجد يسوع؛ إذن، بعد اليوم، مجد الله يسطع في يسوع، فيدلّ على الوحدة بين الإثنين، ومجد الواحد هو مجد الآخر.

 

كثير من الرؤساء آمنوا به (42)

 

مسيرة الإيمان تشعّ، رغم العوائق التي يضعها اليهود أو الفرّيسيّون، والتي يضعها اليوم عالمنا المعاصر في وجه الكنيسة.

 

الأب توما مهنّا