السبت الثاني من الصوم الكبير «الإنجيل

 

 

 

إنجيل اليوم  (مر11: 19-25)

 

 

19 ولَمَّا حَلَّ المَسَاء، خرَجَ يَسُوعُ وتَلاميذُه مِنَ المَدِينَة.

 

20 وَفِي الصَّبَاح، بَينَمَا هُم عَابِرُون ، رَأَوا التِّينَةَ ياَبِسَةً مِن جُذُورِهَا.

 

21 فتَذَكَّرَ بُطرُسُ وَقَالَ لَهُ: "رَابّي، اُنظُر، إِنَّ التِّينَةَ الَّتي لَعَنتَهَا قد يَبِسَت!".

 

22 فأَجابَ يَسُوع وقَالَ لَهُم: "آمِنوا بِالله!

 

23 الحَقَّ أَقولُ لَكُم: مَن قالَ لِهذا الجَبَل: انقَلِعْ واهبِطْ في البَحر، وهُوَ لا يَشُكُّ في قَلبِه، بل يُؤمِنُ بِأَنَّ ما قَالَهُ سيَكُونُ، يَكُونُ لَهُ ذلِكَ.

 

24 ولِهَذا أَقولُ لَكُم: كُلُّ مَا تَسألُونَهُ في الصَّلاة، آمِنوا أَنَّكُم قد نِلتُمُوهُ، فَيَكُونُ لَكُم.

 

25 وإِذا قُمتُم لِلصَّلاة، وكانَ لَكُم على أَحَدٍ شَيء، فاغفِرُوا لَهُ، لِكَي يَغفِرَ لَكُم أَيضًا أَبُوكُمُ الَّذي في السَّمَاوَاتِ زَلاَّتِكم".

 

 

أوّلًا قراءتي للنصّ

 

 

 أُعطيَ لنصّ إنجيل هذا اليوم العنوان التالي "التينة اليابسة والصلاة بإيمان"؛ إنّه تتمّة للوارد في (11: 12-14)؛ له نصّ موازٍ في متّى (21: 18-22)، مع الشرح التالي التينة غير المثمرة، في تقليد الأنبياء، رمز إلى الشعب الذي لا يؤمن ولا يحفظ وصايا إلهه (حب 3: 17)؛ بفعل نبويّ، يبّس يسوع التينة قصاصًا لها، وإنذارًا بقصاص أورشليم التي لم تؤمن به (24: 15)؛ ولكن في التقليد الإنجيليّ، صارت دليلًا على الصلاة يإيمان؛ وأُعطيَ في "كتاب القراءات"، الشرح التالي هنا تركيز على التينة اليابسة التي يبست، وهي في الأصل رمز للشعب الذي لم يؤمن، ولكنّها صارت في مفهوم الإنجيليّ دليلًا على مفعول الإيمان والصلاة.

 

 

 ينطلق النصّ من واقع التينة اليابسة.

 

 عند خروجهم من المدينة (أورشليم)، رأى بطرس تينةً يابسةً، فتذكّر أنّها التينة التي سبقَ ولعنَها يسوع، عندما جاع وقصَدَها، ولم يجد فيها ثمرًا (11: 12-14)، فاستدعى انتباه يسوع إليها، بقوله له: "رابّي، انظُرْ، إنّ التينة التي لعنتها قد يبست!".

 

 فتوجّه يسوع إليهم، في جوابه، قائلًا لهم: "آمنوا بالله!" وأضاف مشجّعًا: لأنّه بالإيمان المنزّه من الشكّ يُعطى كلٌّ منكم سلطانًا أكبر، به يأمر الجبل: "انقلعْ واهبطْ في البحر، فيكون له ذلك".

 

وأكمل يسوع جوابه، داعيًا إيّاهم إلى ممارسة سلطان الإيمان هذا بالصلاة الواثقة، والمرفقة بالغفران الأخويّ، الذي هو شرط للغفران الشخصيّ من الله (26).

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

الآية (19)

 

لم يكن يسوع يبيت في "المدينة"، بل كان يخرج منها كلّ ليلة ليعود إليها في الصباح؛ وقد يكون ذلك بهدف متابعة عمله في تكوين تلاميذه، أو بسبب الخطر الذي كان يتهدّده.

 

 

 يدعو يسوع تلاميذه، في هذا النصّ، إلى إيمانٍ قويٍّ بالملكوت، لأنّ هذا الإيمان وحده يكوّن جماعاتٍ تعيش حسب قلب الله، تجاه مجتمع عقيم بما يحمل من أمور الدنيا (التينة اليابسة).

 

 شرح عبارات وكلمات

 

 الآية (23)

 

هنا إبرازٌ لقدرة المؤمن، التي من قدرة الله، وكجواب منه على الإيمان (راجع متّى 17: 20؛ مر 9: 23).

 

 

 الآيتان (24-25)

 

نرانا هنا أمام استدعاء وتَكامُل بين الثلاثة: الإيمان والصلاة والغفران.

 

 

 

 

الأب توما مهنّا