السبت الخامس من الصوم الكبير «الإنجيل

 

 

إنجيل اليوم (مر 7: 31-37)

 

31 وخَرَجَ يَسُوعُ أيضًا مِن نَوَاحِي صُورَ ومرَّ بِصَيدا، وأتَى إلى بَحْرِ الجَليلِ عَابِرًا في وَسَطِ المُدُنِ العَشْر.

 

32 وحَمَلُوا إليهِ أَصَمَّ واَخرَسَ وتَوَسَّلُوا إليهِ أَن يَضَعَ يدَهُ عليه.

 

33 فأَخَذَهُ على انفِرَادٍ بَعِيدًا عنِ الجَمْع، ووَضَعَ إِصبَعَيه في أُذُنَيه، وتَفَلَ ولَمَسَ لِسانَه.

 

34 ورَفَعَ نَظَرَهُ إلى السَّماء، وتَنَهَّدَ، وقالَ لَهُ: "إِفتَحْ، أي انفَتِحْ!".

 

35 وفي الحَالِ انفَتَحَت أُذُنَاه، وانحَلَّتْ عُقدَةُ لِسانِه، وأَخَذَ يَتَكَلَّمُ بِطَرِيقَةٍ سَلِيمَة.

 

36 وأَوصاهم يَسُوعُ أَلاَّ يُخبِروا أَحَداً بِذلِكَ. ولَكِن بِقَدَرِ مَا كَانَ يُوصِيهِم، كَانُوا هُم يُذِيعُونَ

 

37 وكانوا يَقولونَ وَهُم في غايةِ الإِعْجاب: "قَد أَبدَعَ في أَعمالِه كُلِّها، إِذ جَعلَ الصُّمَّ يَسمَعون والخُرْسَ يَتَكَلَّمون!"

 

 

 

أوّلًا قراءتي للنصّ

 

1- يتفرّد مرقس بوصف كيفيّة شفاء الأصمّ الأخرس، مشدّدًا على تصرّف يسوع كطبيب، يجسّ مريضه ليعالجه؛ ولكنّ كلمته "افتح" هي الشافية (5: 41)؛ يرى بعض الشارحين، في ذلك، صورة عن أسرار الكنيسة، كماء العماد والخبر الإفخارستيّ؛ فهي، بفضل كلمة الإيمان، تؤتي النعمة والخلاص (أف 5: 26): "لكي يقدّسها (الكنيسة)، مطهِّرًا إيّاها بغسل الماء والكلمة".

 

 

الفريد في هذا النصّ، الأعمال التي قام بها يسوع مع الأصمّ الأخرس، قبل أن يقول له: "افتحْ"، وهي ستّة؛ أخذه على انفراد، وضع إصبعه في أُذُنَيه، تَفَلَ ولمس لسانه، ورفع نظره إلى السماء وتنهّد؛ فحصل من أعماله الستّة هذه ومن كلمته، ثلاث نتائج: تكلّم الأصمّ الأخرس بطريقة سليمة، وأخذ الذين حملوه إليه بإذاعة الخبر، وشهدوا قائلين: "لقد أحسن في كلّ ما صنع!".

 

 

 جاء في "كتاب القراءات": في أعاجيب الأسبوع الثاني تشديد على سلطان يسوع المطلَق، لا على شفاء الأمراض الظاهرة فحسب، بل على شفاء الأمراض الروحيّة الخفيّة، وعلى عناصر الطبيعة، التي هي من سلطان الله الخالق وحده.

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

 بين العلامات التي تدلّ على مجيء الملكوت، شفاء العميان والصمّ؛ لأنّ مدلول هذا الشفاء هو في أنّه يتيح للإنسان أن يدرك مخطَّط الله ويفهمه؛ أمّا تعَجُّب الجمع أمام هذه الشفاءات (37) ففيه الجواب على السؤال: مَن هو المسيح؟

 

 ينتقل يسوع في مناطق وثنيّة: يذهب إلى شمال صور، ثمّ يعود إلى الجنوب الشرقيّ، مارًّا في المدن العَشْر؛ هذه المناطق الوثنيّة تحيط بالأرض المقدّسة من جهة الشرق (المدن العَشْر) ومن جهّة الغرب (صور وصيدا).

 

 شرح عبارات وكلمات

 

 

 يذيعون الخبر (36)

 

سرّ االمسيع يتجلّى (4: 21-22)، وطابعه الموقَّت يكشف خصوصًا بمناسبة المعجزات.

 

 لقد أحسن في كلّ ما صنع (37)

 

هتاف الشعب يستبق اعتراف الجماعة المسيحيّة بما سيصنعه الله بواسطة يسوع في نهاية الأزمنة.

 

الأب توما مهنّا