ثلاثاء أسبوع بشارة زكريّا «الإنجيل

 

إنجيل اليوم (يو 8/ 38-40)

 

38 أنا أتكلّم بما رأيت لدى أبي، وأنتم تعملون بما سمعتم من أبيكم.

 

39 أجابوا وقالوا له: "أبونا هو إبراهيم". قال يسوع: "لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم.

 

40 ولكنّكم تطلبون الآن قتلي، وأنا إنسانٌ كلّمتكم بالحقّ الّذي سمعته من الله. فهذا لم يعمله إبراهيم".

 

 

 

أوّلاً قراءتي للنصّ

 

 

يتابع يسوع النقاش مع "اليهود الذين آمنوا به"، في موضوع علاقتهم بأبيهم إبراهيم، وفي ما تفرضه هذا العلاقة؛ ثمّ ينتقل يسوع إلى الكلام عن علاقته هو بالله أبيه، وعمّا تفرضه هذه العلاقة؛ ويصل أخيرًا، إلى القول إنّ علاقة هؤلاء اليهود بإبراهيم ليست صادقة، وبالتالي لا علاقة لهم بإبراهيم.

 

 

لقد هدف يسوع، في نصّ إنجيل هذا اليوم، إلى تقويم الكلام المتبادل بينه وبين هؤلاء اليهود المؤمنين، فانطلق من "المسلّم" التالي والصحيح في مجال الإيمان: أنا أتكلّم بما رأيت لدى أبي، وبما سمعت منه، وأنتم تعملون بما سمعتم من أبيكم.

 

إذن، هناك علاقة على صعيد الإيمان المسيحيّ بين ما ندرك بالحواسّ، وبين ما ننطق به بالكلام، وبين ما نقوم به من أعمال؛ الإيمان المسيحيّ كلّيّ، بمعنى أنّ المؤمن المسيحيّ هو مؤمن بكلّ ما هو، وبكلّ ما له، وبكلّ ما يصدر عنه، وإلاّ بطل أن يكون إيمانه إيمانًا مسيحيًّا؛ لذلك، نقول إنّه لا بدّ لإيماننا المسيحيّ من معطيات ندركها بحواسّنا، ونعبّر عنها بكلّ أقوالنا، وبكلّ أعمالنا.

 

 

 

انطلاقًا من هذه المقولة الصحيحة، استطاع يسوع أن يضع مناهضيه أمام حقيقته وحقيقتهم، فقال لهم: لقد كلّمتكم بالحقّ، وأنتم معترفون بذلك بإيمانكم بي، وأنا إنسان، إنّني تكلّمت بما رأيت لدى أبي، وبما سمعت منه، فهو الحقّ وحده؛ وأمّا أنتم، فلا تعملون أعمال إبراهيم الذي آمن بالوعد، وتصرّف بموجب ذاك الإيمان؛ بينما أنتم، فتطلبون قتلي، أنا الذي أرسله الله لكي يحقّق ذاك الوعد، فتثبتون هكذا أنّكم لستم أولاد إبراهيم.

 

 

ثانيًا "قراءة رعائيّة"

 

الآية (38)

 

التعارض بين "أنا" و"أنتم"، بين "أبي" و"أبيكم"، يعني أنّ أباهم ليس الله، ولا إبراهيم، كما يدّعون، بل هو إبليس (44).

 

 

الآيتان (39-40)

 

أعمالهم تدلّ على ذلك.

 

الأب توما مهنّا