الجمعة الرابعة من زمن القيامة «الإنجيل

 

 

 

 

إنجيل اليوم (يو 6/ 22-27)

 

 

22 وفي الغَد، رأَى الجَمعُ الَّذي بَقِيَ على الضِّفَّةِ الأُخرى مِنَ البَحر، أَنَّهُ لم يَكُنْ هُناكَ سِوى سَفينةٍ واحِدة، وأَنَّ يسوعَ لم يَدخُلِ السّفينَةَ معَ تَلاميذِه، بل مَضَى التَّلاميذُ وَحدَهُم.

 

23 و جاءَت سُفُنٌ أُخرى مِن طَبَرَيَّة، إِلى قُربِ المَوضِعِ الَّذي أَكلوا فيه الخُبزَ، بعد أَن شَكَرَ الرَّبّ.

 

24 فلَمَّا رأَى الجَمعُ أَنَّ يسوعَ لَيسَ هُناك، ولا تَلاميذُهُ، رَكِبوا السُّفُنَ، وجاءُوا إِلى كَفَرناحومَ يَطلُبونَ يسوع.

 

25 وَلَمَّا وَجَدوه على الضِّفَّةِ المقابِلَة، قالوا له: "رَاِّبي، متى وَصَلتَ إِلى هُنا؟"

 

26 فأَجابَهم يسوع وقال: "الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: أَنتُم تَطلُبونَني، لا لِأَنَّكم رَأَيتُمُ الآيات: بلِ لِأَنَّكم أَكَلتُمُ مِنَ الخُبزِ وشَبِعتُم.

 

27 اعمَلوا، لا لِلطَّعامِ الفاني، بلِ لِلطَّعامِ الباقي لحَياةٍ أَبَدِيَّة، ذاكَ الَّذي يُعطيكم إيَّاهُ ابنُ الإِنسان، لأنَّ ابن الإنسانِ هوَ الَّذي خَتَمَهُ الله الآب".

 

 

 

 

أوَّلًا قراءتي للنصّ

 

لَمّا رأى الجمعُ الباقي على الضفّة الأخرى، حيث تَمَّت معجزة تكثير الخبز والسَّمك، أنّ يسوع ليس هناك، ولا تلاميذه، ركبوا السُّفن في طلبه؛ ولَمَّا وجدوه في كفرناحوم، قالوا له: "رَاِّبي، متى وَصَلتَ إِلى هُنا؟" (25).

 

أجابهم يسوع، بصفته "رَاِّبي"، أي معلّم كما دعوه، قائلًا: "أَنتُم تَطلُبونَني، لا لِأَنَّكم رَأَيتُمُ الآيات: بلِ لِأَنَّكم أَكَلتُمُ مِنَ الخُبزِ وشَبِعتُم!" (26)؛ لذلك، لم يُرِهِم ذاتَه ماشِيًّا على البحر، كما رأى تلاميذه، وكان يلحق بهم؛ ثمّ استرعى انتباههم إلى ما يجب عليهم التفتيش عنه، ألا وهو الطعام، لا الفاني، بل الباقي لحياةٍ أبديّة! هذه المناسبة للإعلان عنها، مقدِّمة لخطبة يسوع في موضوع خبز الكلمة وخبز الإفخارستيّا.

 

وأعلم يسوعُ الجمع أيضًا بأنّه هو الذي يعطيهم هذا الطعام الباقي، بصفته "ابن الإنسان"، الذي ختمه الله الآب.

 

 

 

ثانيًا " قراءة رعائيّة"

 

رأى الجمع سلطة يسوع وما فيها من فائدة لهم، ولكنّهم لم يلجأوا إلى مضمونها، بل ظلّوا على مستوى العمل وما يثيره، إذا كان خارقـًا، من دهشة، ولم يصلوا إلى الآية التي تجعل الإنسان يؤمن.

 

 

الجمع المستفيد من معجزة تكثير الخبز لم يفهم ما حصل ليسوع الذي اعتزل في الجبل عنهم، لذلك ظلّوا في طلبه، ولمّا وجدوه في كفرناحوم، نادوه: "يا معلّم" (طالبين منه التعليم)، وسألوه: "متى وصلت إلى هنا".

 

 

ارتاح الجمع إلى أكل الخبز، وتحمّسوا من أجل يسوع الذي أطعمهم إيّاه، مريدين إبقاءه على هذا المستوى، لذلك دعاهم يسوع إلى أن يفتّشوا، لا عن الطعام الفاني الذي أكلوه، بل عن الطعام الحقيقيّ، ذاك الباقي لحياةٍ أبديّة؛ هو يعطي هذا الخبز، ولم يعطِهم ذاك إلّا ليقودهم إلى الإيمان به لكي يحصلوا على هذا.

 

 

 

الأب توما مهنّا