أحد البيان ليوسف «الرسالة

 

 

 

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس (3/ 1- 13).

 

أحد البيان ليوسف

 

 

يا إِخوَتِي، أَنَا بُولُس، أَسِيرَ المَسيحِ يَسُوعَ مِنْ أَجْلِكُم، أَيُّهَا الأُمَم...
 

إِنْ كُنْتُم قَدْ سَمِعْتُم بِتَدْبِيرِ نِعْمَةِ اللهِ الَّتي وُهِبَتْ لي مِنْ أَجْلِكُم،
 

وهوَ أَنِّي بِوَحْيٍ أُطْلِعْتُ على السِرّ، كَمَا كَتَبْتُ إِلَيكُم بإِيْجَازٍ مِنْ قَبْل،
 

حِينَئِذٍ يُمْكِنُكُم، إِذَا قَرَأْتُمْ ذلِكَ، أَنْ تُدْرِكُوا فَهْمِي لِسِرِّ المَسِيح،
 

هذَا السِّرِّ الَّذي لَمْ يُعْرَفْ عِنْدَ بَنِي البَشَرِ في الأَجْيَالِ الغَابِرَة، كَمَا أُعْلِنَ الآنَ بِالرُّوحِ لِرُسُلِهِ القِدِّيسِينَ والأَنْبِيَاء،
 

وهُوَ أَنَّ الأُمَمَ هُم، في المَسِيحِ يَسُوع، شُرَكَاءُ لَنَا في المِيرَاثِ والجَسَدِ والوَعْد، بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيل،


ألَّذي صِرْتُ خَادِمًا لَهُ، بِحَسَبِ هِبَةِ نِعْمَةِ اللهِ الَّتي وُهِبَتْ لي بِفِعْلِ قُدْرَتِهِ؛
 

لي أَنَا، أَصْغَرِ القِدِّيسِينَ جَمِيعًا، وُهِبَتْ هذِهِ النِّعْمَة، وهِيَ أَنْ أُبَشِّرَ الأُمَمَ بِغِنَى المَسِيحِ الَّذي لا يُسْتَقْصى،
 

وأَنْ أُوضِحَ لِلجَمِيعِ مَا هُوَ تَدْبِيرُ السِّرِّ المَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ في اللهِ الَّذي خَلَقَ كُلَّ شَيء،
 

لِكَي تُعْرَفَ الآنَ مِن خِلالِ الكَنِيسَة، لَدَى الرِّئَاسَاتِ والسَّلاطِينِ في السَّمَاوات، حِكْمَةُ اللهِ المُتَنَوِّعَة،


بِحَسَبِ قَصْدِهِ الأَزَلِيِّ الَّذي حَقَّقَهُ في المَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا،


الَّذي لَنَا فيهِ، أَيْ بِالإِيْمَانِ بِهِ، الوُصُولُ بِجُرْأَةٍ وثِقَةٍ إِلى الله.


لِذَلِكَ أَسْأَلُكُم أَنْ لا تَضْعُفَ عَزِيْمَتُكُم بِسَبَبِ الضِّيقَاتِ الَّتي أُعَانِيهَا مِنْ أَجْلِكُم: إِنَّهَا مَجْدٌ لَكُم!

 

 

 

 

البُعد الروحيّ

 

يركّز الرسول في كلامه على أمرين:

 

الأوّل هو اعتلان سرّ تدبير نعمة الله في يسوع المسيح، له، كما أ ُعلِنَ للرّسل والأنبياء؛

 

والثاني هو دور بولس الشخصيّ في التبشير بهذا السرّ وإعلانه بين الأمم.

 

والسرّ هو قصد الله الأزليّ، وتصميمه الخلاصيّ للبشر أجمعين، وقد كان خفيًّا في قلب الله منذ الدهور، حتى ظهر في شخص يسوع المسيح.

 

وجوهر هذا السرّ إنّما هو دعوة الشعوب الوثنيّة جميعها إلى الخلاص، بالمصالحة مع شعب التوراة، والاتّحاد في جسد سريّ واحد هو الكنيسة.

 

وتقليدنا الليتورجيّ يطبّق كلام الرسول بولس على يوسف البارّ، خطّيب مريم العذراء، الذي بيّن له الله سرّ حبل مريم العذراء، من الرّوح القدس، وأعطاه دورًا شخصيًّا مميَّزًا في تبنّي الطفل المولود منها، وفهمًا فريدًا لسرِّه الخلاصيّ، كما ورد في الإنجيل.