الأحد التاسع من زمن العنصرة «الرسالة

 

 

 

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس (5/ 20-21 . 6/ 1-10)

 

 

برنامج الرسول

 

 

يا إخوَتِي، نَحْنُ سُفَرَاءُ ٱلمَسِيح، وكَأَنَّ ٱللهَ نَفْسَهُ يَدْعُوكُم بِوَاسِطَتِنَا. فَنَسْأَلُكُم بِٱسْمِ المَسِيح: تَصَالَحُوا مَعَ

 

ٱلله!

 

إِنَّ الَّذي مَا عَرَفَ الخَطِيئَة، جَعَلَهُ ٱللهُ خَطِيئَةً مِنْ أَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ فِيهِ بِرَّ ٱلله.

 

وَبِمَا أَنَّنا مُعَاوِنُونَ لله، نُنَاشِدُكُم أَلاَّ يَكُونَ قَبُولُكُم لِنِعْمَةِ ٱللهِ بِغَيْرِ فَائِدَة؛

 

لأَنَّهُ يَقُول: «في وَقْتِ الرِّضَى ٱسْتَجَبْتُكَ، وفي يَوْمِ الخَلاصِ أَعَنْتُكَ». فَهَا هُوَ الآنَ وَقْتُ الرِّضَى، وهَا هُوَ

 

الآنَ يَوْمُ ٱلخَلاص.

 

فإِنَّنَا لا نَجْعَلُ لأَحَدٍ سَبَبَ زَلَّة، لِئَلاَّ يَلْحَقَ خِدْمَتَنَا أَيُّ لَوْم.

 

بَلْ نُظْهِرُ أَنْفُسَنَا في كُلِّ شَيءٍ أَنَّنَا خُدَّامُ ٱلله، بِثَبَاتِنا العَظِيمِ في الضِّيقَاتِ والشَّدَائِدِ والمَشَقَّات،

 

في الضَّرَبَات، والسُّجُون، والفِتَن، والتَّعَب، والسَّهَر، والصَّوْم،

 

وبِالنَّزَاهَة، والمَعْرِفَة، والأَنَاة، واللُّطْف، والرُّوحِ القُدُس، والمَحَبَّةِ بِلا رِيَاء،

 

في كَلِمَةِ الحَقّ، وقُوَّةِ ٱلله، بِسِلاحِ البِرِّ في اليَدَيْنِ اليُمْنَى واليُسْرَى،

 

في المَجْدِ والهَوَان، بالصِّيتِ الرَّدِيءِ والصِّيتِ الحَسَن. نُحْسَبُ كَأَنَّنَا مُضِلُّونَ ونَحْنُ صَادِقُون!

 

كأَنَّنَا مَجْهُولُونَ ونَحْنُ مَعْرُوفُون! كأَنَّنَا مَائِتُونَ وهَا نَحْنُ أَحْيَاء! كأَنَّنَا مُعَاقَبُونَ ونَحْنُ لا نَمُوت؛

 

كَأَنَّنَا مَحْزُونُونَ ونَحْنُ دَائِمًا فَرِحُون! كأَنَّنَا فُقَرَاءُ ونَحْنُ نُغْنِي الكَثِيرِين! كأَنَّنَا لا شَيءَ عِنْدَنَا، ونَحْنُ نَمْلِكُ

 

كُلَّ شَيء!

 

البُعد الروحي:

 

إنّ مُصالحتنا مع الله كلّفت المسيح غاليًا جدًّا، فبموته على صليب، صار يسوع لعنة وخطيئة، وصار

 

ذبيحة عن الخطيئة، وأبطل جميع ذبائح العهد القديم. يوم الخلاص هو الزمن المتوسّط بين مجيء المسيح

 

التاريخيّ، ومجيئه الأخير؛ فيبنغي السَّهر، والإفادة من الزمن الباقي بالتوبة. ويصف خطابيًّا واقعيًّا

 

الخدمة الرّسوليّة، مُظهرًا الوحدة العميقة بين شخصيَّة الرَّسول الخادم وخدمة رسالته، بين المبشّر

 

والبُشرى. إنّها قوّة الله الحاضرة والفاعلة في ضعف الإنسان!

 

ثمّ يصف الواقع المأسويّ وهو رمز إلى الصّليب في حياة الرّسول: إنّه، في عين الجسد، واقع شقيّ

 

بائس؛

 

أمّا، في عين الرّوح، والإيمان بالمسيح المصلوب والحيّ القائم، فهو برهان على قوّة الله ومجده العظيم.