الأحد الرابع بعد الدنح: إعتلان سرّ المسيح للسامريّة وللشعب السامريّ «الرسالة

 

 

 

الأحد الرابع بعد الدنح: إعتلان سرّ المسيح للسامريّة وللشعب السامريّ

 

 

 

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة (7 / 1 -6)

 

 

 

 

أَيُّهَا الإِخْوَة، إِنِّي أُكَلِّمُكُم كأُنَاسٍ يَعْرِفُونَ الشَّرِيعَة: هَلْ تَجْهَلُونَ أَنَّ الشَّرِيعَةَ تتَسَلَّطُ عَلى الإِنْسَانِ مَا دَامَ حَيًّا؟

 


فَٱلمَرْأَةُ المُتَزَوِّجَةُ تَرْبُطُهَا الشَّرِيعَةُ بِزَوجِهَا مَا دَامَ حَيًّا، ولكِنْ إِذَا مَاتَ زَوجُهَا، أُعْتِقَتْ مِنَ الشَّرِيعَةِ الَّتي تَرْبُطُهَا بِهِ.


فَإِنْ صَارَتْ لِرَجُلٍ آخَر، وَزَوْجُهَا حَيّ، تُدْعَى زَانِيَة. وَلكِنْ إِذَا مَاتَ زَوجُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ مِنَ الشَّرِيعَة، ولا تَكُونُ زَانِيَة إِنْ صَارَتْ لِرَجُلٍ آخَر.


هكَذَا أَنْتُم أَيْضًا يَا إِخْوَتي، قَدْ مُتُّم عَنِ الشَّرِيعَةِ بِجَسَدِ المَسِيح، لِكَي تَصِيرُوا لآخَر، وهُوَ الَّذي أُقِيمَ مِنْ بَينِ الأَمْوَات، حتَّى نُثْمِرَ لله.


فعِنْدَمَا كُنَّا أُنَاسًا جَسَدِييِّن، كَانَتْ أَهْوَاءُ الخَطايَا تَغْتَنِمُ الشَّرِيعَةَ لِتَعْمَلَ في أَعْضَائِنَا، حتَّى نُثْمِرَ لِلمَوت.


أَمَّا الآنَ فقَدْ أُعْتِقْنَا مِنَ الشَّرِيعَة، لأَنَّنَا مُتْنَا عَمَّا كَانَ يَأْسُرُنَا، حتَّى نَعْبُدَ اللهَ في نِظَامِ الرُّوحِ الجَدِيد، لا في نِظَامِ الحَرفِ العَتِيق.

 

 

 

 

 

البُعد الروحي:

 

 

يصف بولس شقاء الإنسان في قيد الشريعة: الشريعة في ذاتها صالحة نظريًّا، لكنّها في الواقع كانت سببًا لمأساة الإنسان الدّهريّة، وصارت نقيض الإنجيل.

 

والمسيحيّ تحرّر منها، بعد أن كان مرتبطـًا بها، لأنّه مات مع المسيح موتًا سرّيًّا، وصار يحيا حرًّا مع المسيح، بحرّيَّة أبناء الله، بعكس المرأة التي إذا كانت مرتبطة برجل، بحسب الشريعة، لا يمكنها أن تُعتَق منه إلّا إذا مات رجلها، فيمكنها إذّاك أن تصير لرجل آخر.

 

 

لقد احتمل المسيح في جسده، محلّ المؤمن باسمه، قصاص الموت المُبرَم، الذي قضت به الشريعة على الإنسان الخاطئ.

 

 

 

ولذلك فعلى الإنسان المتّحد بالمسيح لم يبقَ للشريعة أن تقضي بشيء، لأنّ المؤمن لم يعُدْ يحيا بحسب الجسد، بل إنّه يحيا بحسب الرّوح. وهذا ما طلبه يسوع من السامريّة ومن السامريّين، أن يتوبوا عن عبادتهم الوثنيّة إلى عبادة الله الحقّ، بعهد زواج جديد مقدّس أبديّ، لأنّ حبّ الربّ لعروسه أقوى من جميع الخيانات التي يمكن أن ترتكبها العروس بحقّه.