الأحد السادس من الصوم الكبير:آية شفاء الأعمى «الرسالة

 

 

 

الأحد السادس من الصوم الكبير : أحد شفاء الأعمى

 

 

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس (2قو 10/ 1-7)

 

 

يا إخوَتِي، أَنَا بُولُسُ نَفْسي أُنَاشِدُكُم بِوَدَاعَةِ المَسِيحِ وَحِلْمِهِ، أَنَا المُتَواضِعُ بَيْنَكُم عِنْدَمَا أَكُونُ حَاضِرًا، والجَريءُ عَلَيْكُم عِنْدَما أَكُونُ غَائِبًا.

 

وأَرْجُو أَلاَّ أُجْبَرَ عِنْدَ حُضُورِي أَنْ أَكُونَ جَريئًا، بِالثِّقَةِ الَّتي لي بِكُم، والَّتي أَنْوِي أَنْ أَجْرُؤَ بِهَا عَلى الَّذينَ يَحْسَبُونَ أَنَّنا نَسْلُكُ كَأُنَاسٍ جَسَدِيِّين.

 

أَجَل، إِنَّنا نَحْيَا في الجَسَد، ولكِنَّنا لا نُحَارِبُ كَأُنَاسٍ جَسَدِيِّين؛

 

لأَنَّ أَسْلِحَةَ جِهَادِنا لَيْسَتْ جَسَدِيَّة، بَلْ هيَ قَادِرَةٌ بِٱللهِ عَلى هَدْمِ الحُصُونِ المَنِيعَة؛ فإِنَّنا نَهْدِمُ الأَفْكَارَ الخَاطِئَة،

 

وكُلَّ شُمُوخٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ ٱلله، ونَأْسُرُ كُلَّ فِكْرٍ لِطَاعَةِ المَسِيح.

 

ونَحْنُ مُسْتَعِدُّونَ أَنْ نُعَاقِبَ كُلَّ عُصْيَان، مَتى كَمُلَتْ طَاعَتُكُم.

 

إِنَّكُم تَحْكُمُونَ عَلى المَظَاهِر! إِنْ كَانَ أَحَدٌ وَاثِقًا بِنَفْسِهِ أَنَّهُ لِلمَسيح، فَلْيُفَكِّرْ في نَفْسِهِ أَنَّهُ كَمَا هوَ لِلمَسيحِ كَذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا.

 

 

 

البعد الروحي

 

من التُهَم الموجَّهة إلى بولس في قورنتس أنّه متواضع حليم، عندما يكون حاضِرًا بينهم، ولا يظهر جرأته عليهم إلّا عندما يكون غائبًا عنهم. يدفع بولس عنه هذه التهمة مؤكّدًا أنّه يصلّي ويقصد ألّا يكون جريئًا حتّى في حضوره، ولا يريد أن يكلّم إلّا بثقة أولئك المتَّهـِمين. بهذا السِّلاح الرّوحانيّ، وبهذا التواضع، يقدر بولس أن يهدم الحصون المنيعة، والأفكار الخاطئة، وكلّ شموخ يرتفع ضدّ معرفة المسيح. والتطبيق واضح على يسوع الوديع والمتواضع الحنون والقدير ذو السّلطان المطلق، الشّافي الأعمى ابن الأعمى، فأبصر النور!