الثلاثاء الثالث بعد عيد ارتفاع الصليب «الرسالة

 

 

 

 

 رسالة اليوم ( رؤ 10/ 1-11)

 

 

رَأَيْتُ مَلاكًا آخَرَ قَوِيًّا نَازِلاً مِنَ ٱلسَّماء، مُوَشَّحًا بِغَمَامَة، وعَلى رَأْسِهِ قَوْسُ القُزَح، ووَجْهُهُ كَٱلشَّمْس، ورِجْلاهُ كَعَمُودَينِ مِنْ نَار، وفي يَدِهِ كُتَيِّبٌ صَغِيرٌ مَفْتُوح. فوَضَعَ رِجْلَهُ ٱليُمْنَى عَلى ٱلبَحْر، وٱليُسْرَى عَلى ٱلبَرّ.


وهَتَفَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ كأَسَدٍ يَزْأَر. وعِنْدَما هَتَفَ، تَكَلَّمَتِ ٱلرُّعُودُ ٱلسَّبْعَةُ بِأَصْوَاتِها. وَلَمَّا تَكَلَّمَتِ ٱلرُّعُودُ ٱلسَّبْعَة، هَمَمْتُ بِأَنْ أَكْتُب، فَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ ٱلسَّماءِ يَقُول: «إِخْتِمْ على ما تَكَلَّمَتْ بِهِ ٱلرُّعُودُ ٱلسَّبْعَة، ولا تَكْتُبْهُ!».


وٱلمَلاكُ ٱلَّذي رَأَيْتُهُ واقِفًا على ٱلبَحْرِ وَعَلى ٱلبَرّ، رَفَعَ يَدَهُ ٱليُمْنَى إِلى ٱلسَّمَاء، وحَلَفَ بِٱلحَيِّ إِلى أَبَدِ ٱلآبِدِين، ٱلَّذي خَلَقَ ٱلسَّماءَ ومَا فِيهَا، وٱلأَرْضَ وَما فِيهَا، وٱلبَحْرَ ومَا فِيه، أَنَّهُ لَنْ يَكُونَ زَمانٌ بَعْد.


وَلكِنْ في ٱلأَيَّام ٱلَّتي سَيُسْمَعُ فِيهَا صَوْتُ ٱلمَلاكِ ٱلسَّابِع، عِنْدَمَا يَنْفُخُ في بُوقِهِ، يَكُونُ قَد تَمَّ سِرُّ ٱلله، كمَا بَشَّرَ بِهِ عَبِيدَهُ ٱلأَنْبِيَاء.


ثُمَّ إِنَّ ٱلصَّوتَ ٱلَّذي سَمِعْتُهُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ خَاطَبَنِي ثانِيَةً وقَال: «إِذْهَبْ، خُذِ ٱلكِتَابَ ٱلمَفْتُوحَ في يَدِ ٱلمَلاكِ ٱلوَاقِفِ عَلى ٱلبَحْرِ وَعَلى ٱلبَرّ».


فَذَهَبْتُ إِلى ٱلمَلاكِ أَقُولُ لَهُ أَنْ يُعْطِيَنِي ٱلكُتَيِّبَ ٱلصَّغِير، فَقَالَ لي: «خُذْهُ وَٱبْتَلِعْهُ، فهُوَ يَمْلأُ جَوفَكَ مَرَارَة، أَمَّا في فَمِكَ فيَكُونُ حُلْوًا كَٱلعَسَل».


فَأَخَذْتُ الكُتَيِّبَ الصَّغِيرَ مِنْ يَدِ المَلاكِ وَٱبْتَلَعْتُهُ، فَكانَ في فَمِي حُلوًا كَٱلعَسَل، ولَمَّا ٱبْتَلَعْتُهُ مَلأَ جَوْفي مَرَارَة.
وَقِيلَ لي: «يَجِبُ أَن تَتَنَبَّأَ ثَانِيَةً عَلى شُعُوبٍ وأُمَمٍ وأَلْسِنَةٍ ومُلُوكٍ كَثِيرِين».