الثلاثاء الثاني عشر من زمن العنصرة «الرسالة

 

 

 

رسالة اليوم (رسل 27/ 27،33-37،39-44)

 

 

 

في ٱللَّيْلَةِ ٱلرَّابِعَةَ عَشْرَة، نَحْوَ مُنْتَصَفِ ٱللَّيْل، وٱلرِّيَاحُ تَحْمِلُنَا في بَحْرِ أَدْرِيَا على غَيرِ هُدَى، أَحَسَّ ٱلبَحَّارَةُ أَنَّهُم يَقْتَرِبُونَ مِنَ ٱلبَرّ.


وكَانَ بُولُسُ يَحُثُّهُم جَمِيعًا، حتَّى طُلُوعِ ٱلنَّهَار، عَلى تَناوُلِ ٱلطَّعَامِ قائِلاً: «هَا إِنَّ لَكُمُ ٱليَومَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ يَومًا، وأَنتُم مُنْتَظِرُون، تُواصِلُونَ ٱلصَّومَ ولا تتَنَاولُونَ شَيْئًا!


فَأَسْأَلُكُم أَنْ تتَنَاوَلُوا طَعَامًا، لأَنَّ ذَلِكَ يَؤُولُ بِكُم إِلى ٱلخَلاَص. ولَنْ تَهْلِكَ شَعْرَةٌ مِنْ رأْسِ أَيِّ واحِدٍ مِنْكُم».
ولَمَّا قَالَ هذَا، أَخَذَ خُبْزًا، وشَكَرَ ٱللهَ أَمَامَ ٱلجَمِيع، وكَسَر، وٱبْتَدَأَ يَأْكُل.


فتَشَجَّعُوا كُلُّهُم، وتَنَاوَلُوا هُم أَيْضًا طَعَامًا. وكُنَّا جَمِيعًا في ٱلسَّفينَةِ مِئَتَيْنِ وَسِتًّا وسَبْعِينَ نَفْسًا.


ولَمَّا طَلَعَ ٱلنَّهَار، لَمْ يَسْتَطِعِ ٱلبَحَّارَةُ أَن يُمَيِّزُوا أَيَّ أَرْضٍ هِيَ، بَلْ تَبَيَّنُوا خَلِيجًا لَهُ شَاطِئ، فعَزَمُوا أَنْ يَدْفَعُوا بِٱلسَّفينَةِ إِلَيْه، إِنِ ٱسْتَطَاعُوا.


فحَلُّوا ٱلمَرَاسي، وتَرَكُوهَا تَغْرَقُ في ٱلبَحْر، وأَرْخَوا ٱلحِبَالَ ٱلَّتِي تَرْبِطُ ٱلدَّفَّة، وَرَفَعُوا ٱلشِّرَاعَ ٱلصَّغيرَ لِلرِّيح، وٱتَّجَهُوا إِلى ٱلشَّاطِئ.


ولكِنَّهُم وَقَعُوا عَلى مَكانٍ رَمْلِيٍّ بَينَ مَاءَيْن، فَدَفَعُوا بِٱلسَّفينَةِ إِلَيْه، فَغُرِزَ مُقَدَّمُهَا في ٱلمَكَان، وبَقِيَ لا يَتَحَرَّك، أَمَّا مُؤَخَّرُهَا فتَفَكَّكَ مِنْ شِدَّةِ ٱلمَوْج.


وٱرْتَأَى ٱلجُنُودُ أَنْ يَقْتُلُوا ٱلأَسْرَى، لِئَلاَّ يَسْبَحَ أَحَدٌ مِنْهُم فَيَهْرُب. لكِنَّ قَائِدَ ٱلمِئَةِ كَانَ يُريدُ أَنْ يُخَلِّصَ بُولُس، فمَنَعُهُم مِنْ قَصْدِهِم، وأَمَرَ ٱلقَادِرِينَ عَلى ٱلسِّبَاحَةِ أَنْ يتَقَدَّمُوا فَيُلْقُوا بِأَنْفُسِهِم في ٱلمَاء، ويَعْبُرُوا إِلى ٱلبَرّ.

 


أَمَّا ٱلبَاقُونَ فعَبَرُوا عَلى أَلْواحٍ خَشَبيَّة، أَو عَلى حُطَامِ ٱلسَّفينَة، وهكَذَا وصَلُوا إِلى ٱلبَرِّ سَالِمِين.