الخميس العاشر من زمن العنصرة «الرسالة

 

 

رسالة اليوم (رسل 21/ 40-22/ 10)

 

 

 وَقَفَ بُولُسُ علَى ٱلدَّرَج، وأَشَارَ بِيَدِهِ إِلى الشَّعْب، فَحَدَثَ صَمْتٌ كَبير، فخَاطَبَهُم بِٱللُّغَةِ ٱلعِبْرِيَّةِ قائِلاً:
أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلإِخْوَةُ وٱلآبَاء، إِسْمَعُوا ٱلآنَ دِفَاعي عَنْ نَفْسي أَمَامَكُم.


فلَمَّا سَمِعُوهُ يُخَاطِبُهُم بِٱللُّغَةِ ٱلعِبْرِيَّةِ ٱزْدادُوا سُكُوتًا، فقَال: 


إِنِّي رَجُلٌ يَهُودِيّ، وقَدْ وُلِدْتُ في طَرسُوسَ قِيلِيقِيَة، لكِنِّي ترَبَّيْتُ هُنَا في هذِهِ ٱلمَدِينَة، وتأَدَّبْتُ بِدِقَّةٍ علَى تَورَاةِ ٱلآبَاء، عِنْدَ قَدَمَي جَمْلِيئِيل، وكُنْتُ غَيُورًا للهِ كَمَا أَنْتُم ٱليَوْمَ جَميعُكُم.


وٱضْطَهَدْتُ هذَا ٱلطَّريقَ حتَّى ٱلمَوْت، وٱعْتَقَلْتُ رِجَالاً ونِسَاءً وأَلْقَيْتُهُم في ٱلسُّجُون. ويَشْهَدُ لي أَيْضًا عَظيمُ ٱلأَحْبَارِ ومَجْلِسُ ٱلشُّيُوخِ كُلُّهُ، وقَدْ تَسَلَّمْتُ مِنْهُم رَسَائِلَ إِلى ٱلإِخْوَة، وذَهَبْتُ إِلى دِمَشْق، لأَعْتَقِلَ ٱلَّذِينَ كَانُوا هُنَاكَ مِنْ أَتْبَاعِ هذَا ٱلطَّرِيق، وأَسُوقَهُم إِلى أُورَشَليمَ مُوثَقِينَ لِكَي يُعَاقَبُوا.


وفيمَا أَنَا ذَاهِب، وقَدِ ٱقْتَرَبْتُ مِنْ دِمَشْق، عِنْدَ ٱلظُّهْر، إِذَا بِنُورٍ عَظيمٍ سَاطِعٍ مِنَ ٱلسَّمَاءِ يَغْمُرُني بَغْتَةً،
فَسَقَطْتُ إِلى ٱلأَرْض، وسَمِعْتُ صَوْتًا يَقُولُ لي: شَاوُل، شَاوُل، لِمَاذَا تَضْطَهِدُني؟

 

فأَجَبْتُ: مَنْ أَنْتَ يَا رَبّ؟ فقَالَ لي: أَنَا هُوَ يَسُوعُ ٱلنَّاصِرِيُّ ٱلَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. وٱلَّذِينَ كَانُوا مَعي أَبْصَرُوا ٱلنُّور، لكِنَّهُم لَمْ يَسْمَعُوا صَوْتَ ٱلَّذِي يُكَلِّمُني.


فقُلْتُ: مَاذَا أَفْعَلُ يا رَبّ؟ فقَالَ ليَ ٱلرَّبّ: قُمْ وَٱذْهَبْ إِلى دِمَشْق، وهُنَاكَ يُقَالُ لَكَ مَاذَا يَجِبُ عَلَيْكَ أَنْ تَفْعَل.