جمعة الحوارييّن «الرسالة

 

رسالة اليوم ( روم 10/ 4-12)

 

 إِنَّ غَايَةَ الشَّرِيعَةِ إِنَّمَا هِيَ المَسِيح، لِكَي يَتَبَرَّرَ بِهِ كُلُّ مُؤْمِن. وقَدْ كَتَبَ مُوسَى عَنِ البِرِّ الَّذي هُوَ مِنَ الشَّرِيعَةِ فَقَال: «مَنْ يَعْمَلُ بِأَحْكَامِ الشَّرِيعَةِ يَحْيَا بِهَا».

 


أَمَّا عَنِ البِرِّ الَّذي هُوَ مِنَ الإِيْمَانِ فَيَقُول: «لا تَقُلْ في قَلْبِكَ: مَنْ يَصْعَدُ إِلى السَّمَاء؟»، أَيْ لِيُنْزِلَ المَسِيحَ مِنَ السَّمَاء. ولا تَقُلْ: «مَنْ يَهْبِطُ إِلى الهَاوِيَة؟»، أَيْ لِيُصْعِدَ المَسِيحَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات. بَلْ مَاذَا يَقُول؟ «الكَلِمَةُ قَرِيبَةٌ مِنْكَ، في فَمِكَ وَقَلْبِكَ»، أَيْ كَلِمَةُ الإِيْمَان، الَّتي نُنَادِي بِهَا.

 

 

فَإِنِ ٱعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الرَّبّ، وآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، تَخْلُص.
فالإِيْمَانُ بِالقَلْبِ يَقُودُ إِلى البِرّ، والٱعْتِرَافُ بِالفَمِ يَقُودُ إِلى الخَلاص؛ لأَنَّ الكِتَابَ يَقُول: «كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لا يُخْزَى». فلا فَرْقَ بَيْنَ يَهُودِيٍّ ويُونَانِيّ، لأَنَّ الرَّبَّ هُوَ نَفْسُهُ لِجَميعِهِم، يُفِيضُ غِنَاهُ عَلى جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَهُ.

 

 

البعد الروحي 

 

 

مَن يُتمّ جميع وصايا الشّريعة ينال البرّ؛ ولكن لا يسع أحدًا أن يحفظ الشريعة بكاملها، بدون الرّوح القدس، روح يسوع المسيح. المسيح إذاً هو غاية الشريعة، فمن آمن به ينال البِرّ.

 

 

وأساس الإيمان المسيحيّ هو سرّ التجسّد: "مَن يُصعِد إلى السماء، لكي يُنزِل المسيح؟"، وسرّ الفداء: "مَن يهبط إلى الهاوية، لكي يُصعِد المسيح من بين الأموات؟". ويختصر بولس الإيمان المسيحيّ في ثلاثة:

 

أوّلاً، الإيمان هو قبول داخليّ واعتراف خارجيّ؛

 

ثانيًّا، أنّ المسيح يسوع هو حيٌّ، وهو ربُّ الجميع؛

 

ثالثـًا، أنَّ المسيح هو الخلاص الأبديّ.