أحبَّني حتّى النّهاية «القوت اليومي

 

 

أحبَّني حتّى النّهاية

 

أحبَّني حتّى النّهاية، النّهاية بالنّسبة إليّ والنهاية بالنسبة إليه... وأحبَّني على طريقته التي ليست طريقتي. أحبَّني بنعمة منه ومجّانًا. كنتُ، ربّما، أُفضِّل أن يكون التّعبير أقلَّ إحتفاليَّة ومُحتجبًا... أَحبَّني كما لا أعرف أن أُحبّ: ببساطة ونسيان للذّات وخدمة متواضعة ومتجرِّدة ولا أيَّ أثر للأنانيّة. أَحبّني بسلطة الآب السّأهر والحازم والحنان المتأرجح في الأمّ التي ترحم.

جُرحتُ في العقبِ من العدوّ المشترك، وها هو الآن عند قدميَّ: لا تخف من شيء فكلُّ شيء طاهر! أنا كبطرس، خجلتُ. فأنا أيضًا تعثَّرتُ في مسيرة إتّباعه، حتّى أنّي رفعتُ عقبي ضدَّه لأنَّ فيَّ قليلاً من يهوذا وأرغبُ في ملاذ العتمة.

 خاصّة عندما يكون النّور هنا يفتِّش في عتمتي. هو ينظر إلى قدميَّ وهذا حظٌّ لي، فعيناي تستطيعان الهروب.

 وهل يستطيع الماء الذي يسكبه أن يُفجِّرَ فيَّ البكاء؟ أنا كنتُ أَحلمُ بحبٍّ يكون ذوبانَ ذاتي فيه إذ بالحبِّ المطلوب هو تبادُل دم: دمُه في دمي وجسدُه في جسدي وقلبُه في قلبي. حضورٌ حقيقيٌّ لإنسان يمشي في حضور الآب. فقر وعفّة وطاعة، أن أجدَ من جديد في كياني الإبنَ الذي يُرضيه.

 

الأب كريستيان دو شيرجيه