أيها الرّوح القدس «القوت اليومي

أيها الرّوح القدس، يا ضيفَ قلوبنا العذب، اظهر لنا من العنصرة معناها العميق، وهيء نفوسَنا للإحتفال بها بإيمان، في الرجاء الذي لا يخيب، والمحبة التي لا تبتغي بدلاً.

يا روح الحقِّ الذي يَسبرُ أعماقَ الله، يا ذاكرة الكنيسة، وقوّتها النبويّة، إهدِ البشريّة إلى الاعتراف بيسوع الناصريّ، ربِّ المجدْ، ومخلّصِ العالم، والإكتمال الأسمى للتاريخ. هلّم يا روح المحبة والسلام!!

أيها الرّوح الخالق، الصانع السرّي للملكوت، أعضد الكنيسة بقوة مواهبك المقدسة، لتحمل بشجاعة للأجيال الآتية، نور الكلمة التي تأتي بالخلاص.

يا روح القداسة، يا نفحةً الهية تنعش الكون، هلمّ جدد وجه الأرض، أيقظ في المسيحيين التوق الى الوحدة التامة،كي يكونوا في العالم،علامات الإتحاد الحميم بالله، والأدوات الفاعلة في وحدة الجنس البشري.

يا روح الأتحاد، روح الكنيسة وسندها، إجعل ما في المواهب والخِدم من غنىً،يسهم في وحدة جسد المسيح،وهب العلمانيين والمكرسين، والخدام المُسامين، أن يعملوا معاً،على تشييد ملك الله الأوحد.

ايها الرّوح المعزي، يا ينبوعاً من الفرح والسلام لا ينضب، أيقظ التضامن مع من هم في العوز،إملأ حاجة المرضى الى العزاء، ألّهِم من هم في الضيق: الثقة و الرجاء، واشحذ همة الجميع لصياغة مستقبل أفضل.

روح الحكمة أنت، تلامس العقول و القلوب، أرشد البشر في بحوثهم العلمية و التقنية، ليُوقفوا ذواتهم، على خدمة الحياة و العدالة و السلام، وليثمر بنعمتك الحوار مع المؤمنين من الديانات الأخرى، ولتنفتح كل الثقافات على قيم الإنجيل.

يا روح الحياة،الذي به صار الكلمة بشراً في حشا العذراء، إمرأة الصمت والإصغاء،إجعلنا طيّعين لإيحاءات حبك،ودوماً مستعدين لتقبل علامات الأزمنة، التي تضعها على طرقات التاريخ.

ولك، يا روح المحبة، مع أبيك الكلي القدرة، والإبن الوحيد، التسبيح والمجد و الإكرام الى منتهى الدهور. آمين.

صلاة للبابا القديس يوحنا بولس الثاني