إرشاداتٌ مَسيحيّة «القوت اليومي

 

 

 

 

إرشاداتٌ مَسيحيّة

 

       ما كانَ لِلّحْمِيِّين أنْ يَعْمَلوا الأعْمالَ الرُّوحِيَّة (روم 8/ 5 ؛ 1كو 2/ 14)؛ ولا لِلرُّوحِيِّين الأعمالَ اللّحْمِيَّة ؛ كما وأنّهُ ما كان لِلإيمانِ أنْ يعمَلَ أعْمالَ الجُحود، ولا لِلجُحودِ أعمالَ الإيمان. وتِلكَ عَينـُها التي تعْمَلون في الجَسَدِ روحيَّة، لأنّكُم كُلَّ شيءٍ في يَسوع المَسيحِ أنتُم عامِلون.

 

       بلَغَني أنَّ بعضاً قادِمين مِنْ هُناك قدْ عَرَّجوا عَليكُم بِمَذهَبٍ فاسِد ؛ لكنّكم لمْ تَمْهَدوا لهُم يَزرَعون عِنَدَكُم، وَسَدَدْتُم آذانَكُم كيلا تَقبلوا ما يزرعون، فَلَأنْتُم حِجارَةُ هيكلِ الآب، مَرْفوعونَ إلى العَلاءِ بآلةِ يسوع المسيح، التي هي الصَّليب، تَسْتَعينون بِها كما بِحَبْلِ الرُّوحِ القُدُس ؛ فإيمانُكُم يَجْذُبُكم إلى فوق، والمَحَبَّة الطريقُ يُصعِدُكُم إلى الله. فإنّكُم لَرُفقَةُ دربٍ، حَمَلَة ُ الله وحملة ُ الهيكل ؛ حَمَلَة ُ المَسيح وحَمَلَة ُ الآنيةِ المُقدَّسَة، ومُزدانون بِشَرائِعِ يَسوع المَسيح. إنّي لَمَعَكُم في الحُبور، وَقدْ حُكِمَ لي بأنّي أهلٌ لأنْ أكلـِّمَكُمْ في هذِهِ الرِّسالة، وأغْتَبِطَ مَعَكُم بِأنّكُم تَحيَون حَياةً جَديدةً ولا تُحِبُّون إلاّ الله وحدَهُ.

 

       صَلّوا ولا تَمَلّوا (1تس 5/ 17) مِنْ أجلِ سائِرِ الناس. لأنّ فيهِم رَجاءَ التّوبَة، حتّى يَبْلـُغوا الله. فأوْسِعوا لَهُم على أقلِّهِ بِأعمالِكُم أنْ يَكونوا تَلاميذَكُم. جابِهوا غَضَبَهُم بوادعَتِكُم، وانتفاخَهُم بتواضُعِكُم، وَتَجاديفَهُم بصلَواتِكُم، ومَضَالَّهُم بِرُسوخِكُم في الإيمان (قول1/ 23)، ووَحْشِيَّتَهُم بِرَصانتِكُم، وأنتُم لا تَحْذُون حَذوَهُم. لِنَكُنْ لَهُم إخوَةً بالطيبة، ولْنسعَ إلى الإقتداءِ بالرّبِّ (1تس 1/ 6): فَمَن نُصِبَ لِلظُلمِ أكثَر؟ مَنْ عُرِّيَ؟ مَنْ نُبِذَ؟ حتّى لا يطلعَ بَينكُم ولا نبتةٌ لإبليس، بلْ على كمالِ طهارةٍ و اعْتِدال، تُقيموا في يَسوع المَسيحِ جَسَداً وَروحًا.

 

(إلى كنيسة أفسس، 8-10)

 

قراءةٌ مِنَ القدّيس اغناطيوس الأنطاكي (توفي عام 110 ب.م.)