إسعوا إلى كنز قلب محب «القوت اليومي

لدينا قلوب لا تكل من السعي إلى الكنز  وينبغي أن نسعى إلى كنز قلب محب.

 ما هو قلبي؟ هل هو قلب متعب يريد فقط ثلاثة أو أربعة أمور، حساباً مصرفياً جيداً، هذا الأمر أو ذاك؟ لا بد من مداواة قلق القلب هذا على الدوام فحيث يكون كنزك، يكون قلبك .ينبغي علينا أن نحرص على عدم الحيرة بشأن الثروة الحقيقية.

هناك كنوز خطيرة تهدد بإغرائنا، وإنما ينبغي التخلي عنها. إنها كنوز تُجمع في الحياة ويدمرها الموت ، إن المحبة وعمل الخير والخدمة والصبر والصلاح والحنان هي كنوز رائعة جداً – إنها الكنوز التي نحملها معنا بخلاف الأمور الأخرى.

إن الكنوز التي نعطيها للآخرين هي التي سنأخذها معنا والتي ستكون استحقاقنا، وهي استحقاقنا ليسوع المسيح فينا.

هناك كنز يمكننا أن نأخذه معنا، كنز لا يمكن لأحد أن يسلبنا إياه: إنه ليس عبارة عن الأمور التي تحتفظون بها لأنفسكم، بل تلك التي تعطونها للآخرين.

إن كان الكنز ليس قريباً من الرب، وليس من الرب، يصبح قلبنا مضطرباً من جراء أمور لا تجدي نفعاً، هذه الكنوز التي يضطرب من أجلها كثيرون، حتى نحن بأنفسنا.
يقول القديس أغسطينوس "قلوبنا لن ترتاح حتى ترتاح فيك" – في الله.
لدينا قلب لا يرتاح، قلب جعله الرب كذلك للبحث عنه... لإيجاده والنمو.

إذا ركزت قلوبنا غير المرتاحة على الأمور المخلوقة بدلاً من التركيز على الله، "يكون قلبنا متعباً،ولا يمتلئ أبداً. يصبح خاملاً، يصبح قلباً من دون محبة.
يكون هذا القلب قد "أظلم" وفقد "قدرته على الحكم في الأمور" بشكل صائب. "فليحول الرب أجزاء القلب الحجرية إلى أجزاء بشرية، مع عدم الارتياح والتوق الجيد إلى المضي قدماً، للسعي إليه والسماح بأن يبحث هو عنا... وهكذا سيخلصنا من الكنوز التي لا يمكنها مساعدتنا على اللقاء معه... كما سيعطينا النور لنفهم ونحكم وفقاً للكنز الحقيقي، حقيقته فليبدل الرب قلبنا لكي نسعى إلى الكنز الحقيقي ونصبح أبناء النور لا الظلام .

(البابا فرنسيس)