إلى مارون الكاهن الناسِك «القوت اليومي

 

إلى مارون الكاهن الناسِك

 

 

   إنَّ علائِقَ المَوَدَّةِ والصداقةِ التي تربِطـُـنا بِكَ، تُمثـِّـلـُكَ نُصبَ عَينَينا كأنّكَ حاضِرٌ لدينا، لأنَّ عيون المَحبَّةِ تَخرِقُ مِنْ طبعِها الأبعاد، ولا يُضعِفُها طولُ الزمان.

 

وكُنّا نوَدُّ أنْ نُكاتِبَكَ بكثرَة، لولا بُعدُ الشُقـَّةِ ونُدرَةُ المُسافرين إلى نواحيكُم. والآن فإنّا نُهدي إليكَ أطيَبَ التّحيّات، ونُحِبُّ أن تكون على يَقينٍ مِنْ أنّنا لا نَفتُرُ عَنْ ذِكرِكَ، أينما كُنّا، لِما لكَ في ضَميرِنا مِن المَنزِلةِ الرَّفيعَة.

 

فلا تَضُنَّ أنتَ علينا أيضاً بأنباءِ سلامَتِكَ. فإنَّ أخبارَ صِحَّتِكَ تولينا على البُعدِ أجَلَّ سُرورٍ وتعزيَةٍ في غُربَتِنا، فتَطيبُ نفسُنا كثيراً إذ نَعلمُ أنّكَ في عافيَة. وجُلُّ ما نسألكَ أن تُصلّي إلى اللهِ مِن أجلِنا.

 

 

من القدِّيس يوحنّا فمِ الذهَب (+407).