الأمّ تبعت الابن إلى الفردوس «القوت اليومي

الأمّ تبعت الابن إلى الفردوس

 

 

كتب الرّسول بولس إلى القورنثيِّين مشدِّدًا على أنَّ كوننا مسيحيِّين يعني أن نؤمن بأنَّ المسيح قد قام حقًا من بين الأموات.

 

 فكلّ إيماننا يقوم على هذه الحقيقة الجوهريَّة التي ليست فكرة بل هي حدث. إضافةً إلى ذلك، سرّ إنتقال العذراء مريم بالنّفس والجسد مُدوَّن كاملاً في قيامة المسيح من بين الأموات.

 

 فبشريَّة مريم قد "جذبها" الابن أثناء عبوره عبر الموت. فقد دخل يسوع مرَّة وإلى الأبد في الحياة الأبديَّة ببشريَّته كاملةً، تلك البشريَّة التي أخذها من مريم؛ وهكذا، هي الأُمّ التي تبعَت الابن بأمانة طيلة حياتها، تبعته بقلبها، دخلت معه في الحياة الأبديَّة، التي نسمّيها أيضًا السّماء، والفردوس، وبيت الآب.

قد عرفَت مريم أيضًا إستشهاد الصّليب: إستشهاد قلبها، إستشهاد نفسها. فقد تألَّمت كثيرًا، في قلبها، بينما كان يسوع يتألَّم فوق الصَّليب.

 

 لقد عاشَت آلامُ الابنِ بأعماقِ روحِها. وإتَّحدَتْ كلِّيًّا معه في الموت، ولهذا أُعطيَتْ عطيَّة القيامة. فيسوع هو أوَّل القائمين من الأموات، ومريم هي الأولى التي نالت الخلاص، والأولى "التي تنتمي إلى المسيح".

 

 إنَّها أُمَّنا، ويُمكننا أيضًا القول إنَّها تُمثِّلُنا. هي أُختنا، أُختنا الكبيرة، هي الأولى التي نالت الخلاص ووصلَت إلى السّماء.

البابا فرنسيس