الإيمان والأعمال «القوت اليومي

 

 

الإيمان والأعمال

الإيمان تكلّله الأعمال

 

كيف يمكن أن يقبل الله من سمائه بشرًا لم يؤمنوا به على الأرض. لا يخفى ما لهذا الأمر من أهميّة، إن قلنا نعم شجّعنا الكفر والضلال إلخ...

والله لا يرضى بذلك، لأنّه مضاد لحكمته، وعدله ووجوده.

لا يكفي للسماء أن يكون مسيحنا مات على الصليب لأجلنا بل علينا أن نحمل صليبنا. يكفي كوني مسيحيًّا أن أعمل وأنا في حال النعمة أعمالًا صالحة.

الثوب المعلّق في البيت مهما كانت قيمته يكون اعتباره أكبر متى لبسه صاحبه.

الأصل الحيّ لا بدّ من أن يورق ويزهر هكذا الإيمان.

1ـ من الناس من عرفوا الله وعملوا له، لهم دين ويقين.

2ـ منهم من عرفوه ثمَّ تركوه لهم دين بلا يقين.

3ـ منهم من لا يعرفونه ولا يعملون له، فليس لهم لا دين ولا يقين.

إنّ الدين هو الثوب المنسوج بشريعة الله، المرصّع بجوهرة العقل المنزل بقصب الوحي، المعرّق بخطوط الفضائل.

لا ينذهل الإنسان من رؤية أرض عارية من الأثمار، لأنّها لم تُفلح ولم تُحرث، ولكن العجيب كلّ العجب من رؤية أرض مفلوحة مسقية معتنى بها بدون غلّة. هكذا إذا أجرينا مقابلة بين الوثنيّ والمسيحيّ والخالع...

إنّ التينة المكتسية ورقًا خدّاعًا، هي صورة النفس المسيحيَّة التي تبان أنّها ديّنة والديانة بعيدة عنها.

 

وتكلّله المحبّة

قلتَ في العماد أكفر بالشيطان وبكلّ مجده، إغتسلتَ بالماء دلالة على نقاوة نفسك، مسحتَ بالزيت والميرون كما يُدهن الإناء المختص بخدمة الله، صرتَ مسكنًا لله، ألبسوكَ حلّة بيضاء تشير إلى طهارة نفسك، الشمعة دلالة على المحبّة مع الإيمان حتى تبقى مضيئة إلى الموت. والحال أنّك مسيحيّ بالاسم، وثنيّ بالفعل.

إنّ الإيمان بدون المحبّة هو إيمان إبليس، والإيمان مع المحبّة هو إيمان المسيحيِّين.

 

                                          من كتابات الأب  يعقوب الكبوشي