البحث عن يسوع «القوت اليومي

البحث عن يسوع

 

دون أن يعلما أين هو، بحث عنه والداه بقلق ولم يجداه. بحثا عنه عند الأقارب، بين المسافرين وعند المعارف (لو 2/ 24)، ولم يجداه. والدا يسوع يطلبانه، والده المعيل يطلبه، وهو الذي رافقه إلى مصر، ومع ذلك لم يجداه حين بحثا عنه. لأنّنا لا نجد يسوع بين الأهل والأقارب الذين يَمُتُّون إليه بصلة قرابة جسديَّة. يسوعي لا يمكن إيجادَه بين الجموع.

 

 إعرفوا إذًا أين وجده أولئك الذين كانوا يبحثون عنه، حتّى تتمكَّنوا بدوركم، حين تبحثون عنه مع مريم ويوسف، أن تجدوه. بالمثابرة في البحث عنه، يقول الإنجيلي، وجدوه في الهيكل (لو 2/ 46).

 ليس في أيِّ مكان، بل في الهيكل، حيث، علاوة على ذلك، كان جالسًا مع معلِّمي الشّريعة، يستمع إليهم ويسألهم (لو 2/ 46 - 47).

أنتم أيضًا، إبحثوا عن يسوع في هيكل الله، إبحثوا عنه في الكنيسة، لدى المعلّمين الذين في الهيكل والذين لا يغادرونه أبدًا. إذا بحثتم عنه على هذا النحو، سوف تجدونه بالتأكيد. (...). في الكتاب المقدَّس، كلمة "يجيب" لا تدلّ على حوار بسيط، بل على تعليم (...): موسى يتكلَّم والله يجيبه بصوته (خر 19/ 19).

 

 

 حتّى نتمكَّن من سماعه نحن أيضًا، ويطرح علينا أسئلة يجيب عليها هو نفسه، دعونا نتوسَّل إليه ونبحث عنه بجهد كبير وألم، عندها يمكننا أن نجد هذا الذي نبحث عنه. لم يُكتَب عبثًا: أبوك وأنا تعذّبنا كثيرًا ونحن نبحث عنك (لو 2/ 49).

 

 الذي يبحث عن يسوع، لا يجب أن يبحث عنه بتهاون، بفتور وبتقطُّع، كما يبحث عنه البعض والذين، لهذا السّبب، لا يمكنهم إيجادَه. فمن جهَّتِنا، لنقل: نتعذَّب ونحن نبحث عنك. حين نكلِّمه على هذا النحو، سوف يُجيب روحنا التي تتعب وتتعذَّب في البحث عنه: أما تعلمون؟ أنّه يجب أن أكون في بيت أبي؟

عظة أوريجانوس (235 م)