الرحمة الإلهيّة والثقة «القوت اليومي

 

 

 

الرحمة الإلهيّة والثقة

 

يا يسوع إنّي أثق بك

 

ما هي الرحمة الإلهيّة ؟

 

 

إنّ كلمة رحمة   باللاتينيّة misericordia  تعني القلب cor المتعاطف مع بؤس الآخر.

 

الرب له قلب يتضامن مع البؤس، بؤسنا، عذاباتنا وآلامنا، وخطايانا. إنّ كلمة الربّ في الكتاب المقدس  تُظهر غالبًا الرب إله رحمة وتستعمل من أجل ذلك ألفاظ وتعابير مؤثّرة، له أحشاء رحوم، فهو يحبّ بحبّ عميق، مثل حبّ الأم...

 

قالت القديسة فوستين عن  الرحمة  أنّ الحبّ هو الزهرة والرحمة هي الثمرة . إذا أراد الربّ الخلق ونحن، مخلوقاته فإنّ ذلك من فيض حبّه وتدفّقه، وهذا  الحبّ هو تجلّي رحمته لكي نستطيع المشاركة في السعادة الأبديّة.

 

 

إنّ رحمة الربّ ظاهرة وجليّة بخاصّة في المسيح. هو يجسّدها ويشخصنها. هو، رحمة الآب. يُظهر يسوع بأقواله وأفعاله قلب الربّ الرحوم. أظهر لنا  شدّة الحبّ والرحمة بتجربة الألم والصليب. هنا أخذ يسوع خطيئتنا، وأيضًا عذاباتنا، عذاب كلّ واحد منّا، عذاب جميع الرجال والنساء، في كلّ الأزمان.

 

 

في ظهوره للقدّيسة "فوستين" يعود المسيح  ليقول في زمننا "لا خلاص بأحد غيره لأنّه ما من إسم آخر تحت السماء أُطلق على أحد الناس ننال به الخلاص" (أعمال الرسل 4: 12). بإظهاره لها الجنب المطعون، يدعونا  لنغرف بثقة كبيرة، من قلبه المقدّس ينابيع الرحمة التي تطهّر وتغسل النفوس من الخطيئة وتخلّصها من الموت.

 

 

  Hélène Dumont