الفضيلة «القوت اليومي

الفضيلة

 

 

لا عيب للشمس إن كانت البومة لا تنظرها. لا عيب للذهب إن كان الحمار لا يعتبره. هكذا الفضيلة إذا كان الأحمق لا يحبّها. تضحك على أعرج يهزأ بإنسان يمشي مستقيمًا، وتضحك أكثر على إنسان مستقيم يمشي كالأعرج.

 

 

الفضيلة تزيّن النفس، كما الملبوس يزيّن الجسد، كما الزهر والثمر يزيّن الشجر. كما النجوم والكواكب تزيّن الفلك، كما تفتخر العائلة بشرف أجدادها هكذا النفس تفتخر بفضيلتها.

 

إنّ العود ذا خيط واحد لا يعطي سوى صوت واحد، ولا يمكنه أبدًا أن يطرب السمع. هكذا النفس البشرية ذات فضيلة واحدة، تبقى عاجزة عن إعطاء نغمات مطربة لمجد الباري تعالى خالقها. واجب إذن على الإنسان ممارسة كلّ الفضائل نحو الله، نحو القريب، ونحو ذاته.

 

 

الفضيلة هي الجمال عند الله. الذهب يذهب والفضيلة تفضل. إنّ الله يعامل ولده، مثلما يعامل أبو العائلة ابنه. فيطلعه على الكنز المخبّأ، لا في الخزانة اللامعة ولا في الصناديق الخشبية المعرّضة للحريق، بل في  إحدى الزوايا أو الأواني العتيقة خوفًا من اللصوص. وهذا يبقى سرًّا معروفًا من الابن وحده. الله يشكف السرّ لأولاده فقط.

 

 

إنّ حكماء وعلماء من جميع المذاهب يقولون إنّ السعادة بالمال، بالسلطة، باللذة. والمسيح الفادي يقول إنّ السعادة في خدمة الله؛ والقديسون يقولون "ابعد عنك هذه الخطيئة، ابتعد عن التعلّق، عن هذا الضعف. حرّك قلبك للندامة تنجح".

 

                                               من كتابات الأب يعقوب الكبوشي