القدّيس يوسف مثال للجميع «القوت اليومي

 

 

هناك عدّة أسباب لكي يطلب النّاس، على اختلاف ظروفهم وتنوّع بلدانهم، شفاعة القدّيس يوسف ويتكّلوا على الإيمان وعلى حمايته. يرى أباء العائلات في يوسف أجمل تجسيد للتيقّظ وللاعتناء الأبوي؛ والأزواج يرون فيه مثالاً كاملاً للحب، للتفاهم والأمانة الزوجية؛ والعذارى يجدن فيه حاميًا ومثالاً في الوقت نفسه.

 

فليتعلّم مَنْ لهم امتيازات منذ ولادتهم مِن القدّيس يوسف الحفاظ على كرامتهم، حتى في الظروف الصعبة؛ وليتعلّم الأغنياء من تعاليمه ما هي الخيرات الحقيقية التي يجب أن يبتغوها ويحصلوا عليها من خلال كل الجهود.

 

أما العمال، والفقراء، والأشخاص الذين يعيشون في ظروف متدنية، لديهم، بطريقة ما، حق متميّز للّجوء إلى شفاعة القدّيس يوسف، والامتثال به.

 

إذ إن يوسف هو بالفعل من سلالة ملكية، اقترن من خلال الزّواج بأعظم وأقدس النساء، اعتُبِر والدًا لابن الله، غير أنه أمضى حياته يعمل ويبحث من خلال كدّه كحرفي على كلّ ما هو ضروري لإعالة عائلته.

 

إذًا إنّه لأمرٌ صحيحٌ ألاّ عيب في حالة الوضعاء، وأن مهنة العامل ليست مهينة؛ وأنه يمكنها أيضًا، إذا اقترنت بالفضيلة، أن تشرّف كثيرًا.

 

إنّ القدّيس يوسف، كان فرِحًا بالقليل الذي كان يمتلكه، وقد تحمّل هذه الصعوبات... بمرؤة، على مثال ابنه الذي رغم كونه ربّ كل الأشياء، وبعد اتّخاذه صورة العبد(راجع فل 2: 7)، خضع بإرادته للفقر وللحاجة إلى كلّ شيء.

 

لاون الثالث عشر، بابا روما

من 1878 حتّى 1903