الميلاد عيد الكنيسة الأول «القوت اليومي

 

 

 

الميلاد عيد الكنيسة الأول الذي تعيد فيه لميلاد عريسها. في هذا اليوم افتقد الله كنيسته التي تمخضت بصراخ الأنبياء وعويلهم ولم تلد إلا شعبًا جافيًا مات في الفقر والبقية فسدوا.


يا للتعطفات الأبوية الرحيمة! هو خلقنا ولا يزل يحمل أنيننا، ويهتم بأحوالنا جدًّا، ولا يطيق أن يرى أن يرى أولاده تحت ظلم أو ضيق، لأنه في كل حال ضيقهم يتضايق جدًّا ومن يمسهم كأنه يمس حدقة عينه. أليس بسبب تعطفات الأبوة الرحيمة التي تملأ طبيعته المجيدة أرسل لنا ابنه الحبيب ليتجسد ويتأنس ويصير تحت آلامنا كلها بعينه.


 من ذا يستطيع بعد ذلك أن ينسى حنان الأبوة التي افتقدنا بها المسيح أو يتجاهلها؟ أو من ذا يتضايق إلى حد التذمر مهما بلغت شدة الضيقة، بعد أن عرفنا بتأكيد أنه يتضايق معنا؟

 

 

الأب متى المسكين