المُعزّي الآخر «القوت اليومي

 

لا يستطيع أحد أن يقول: "يسوع ربّ"،

إلاّ بإلهام من الرّوح القدس.

إنّ المواهب على أنواع وأمّا الرّوح فواحد،

وإنّ الخدمات على أنواع وأمّا الرّبّ فواحد،

وإنّ الأعمال على أنواع،

وأمّا الله الذي يعمل كلّ شيء في جميع الناس فواحد.

كلّ واحد يتلقّى من تجلّيات الرّوح لأجل الخير العامّ،

وهذا كلّه يعمله الرّوح الواحد نفسه موزِّعاً مواهبه على كلّ واحد كما يشاء.

 

"الرّوح القدس، الرّبّ المحيي، المنبثق من الآب،

الذي هو مع الآب والإبن مسجودٌ له وممجّد، النّاطق بالأنبياء".

تعلن كنيستنا هذه الشّهادة بألوهة الرّوح القدس.

ولكن بعض الناس يدّعون أنّ الرّوح القدس ليس إلهاً بل هو "فعل" الآب والإبن،

وهذا غير ممكن.

فـ "الآب" سيرسل الرّوح القدس باسم الإبن ويدعوه "معزّياً آخر"،

وهو يُحيي مثل الآب والإبن.

لذلك نقول أنّ الرّوح القدس قوّة إلهيّة ذات كيان ووجود شخصيّ،

مثل كلمة الله وحكمته، الذي يولد من الآب بغير ابتداء،

ويُسبِّب للآب فرحاً أزليّاً وابتهاجاً.

فلا يمكن أن يكون الرّوح القدس "فعلاً" بسيطا ً للآب،

وإلاّ فكيف يستطيع بولس الرّسول أن يصفه بـ "روح الإبن"،

الذي يُرسله الله إلى قلوبنا؟

أو كيف يقول الرّبّ يسوع أنّ الرّوح القدس يُرسَل "باسمه"،

وأنّه سيأخذ ممّا للإبن ويُعلنه؟

 

القدّيس يوحنّا الدّمشقيّ