النفس وخلاصها «القوت اليومي

النفس وخلاصها

 

 

 

أيّها الإخوة الأعزّاء قد رأيتم أيّ شيء صنع الله لأجل خلاص نفوسنا وأيّ شيء صنعه القديسون لنيل الخلاص. وأنتم ماذا تصنعون؟ أو بالحريّ نحن ماذا نصنع لأجل خلاصنا من الصبح إلى المساء من ابتداء السنة إلى آخرها؟

 

اسمحوا لي أن أسألكم أنتم الذين لا تحفظون يوم الربّ، وأنتم الذين تحقدون على القريب، وتبغضون وتحفظون في قلوبكم إحساسات الانتقام، بالله عليكم أيّها الإخوة اهتمّوا لأمر خلاصكم.

 

 آه كم من الذين (وأستحي أن أقوله هنا) كم من الذين يهتمّون بالحيوانات الموجودة في بيوتهم أكثر من اهتمامهم بنفسهم العاقلة المخلوقة على صورة الله، يهتمّون بملبوسهم...

 

آه ليتك تجتهد لخلاص نفسك مثلما تجتهد لخلاص حيوان، دجاجة، نبات، زهرة، تقوم لتطعم الخروف في الليل، ليس فقط لا تصنع شيئًا لخلاصك، بل تصنع كل ما هو مضاد لهذا الخلاص.

 

نفقد مالنا لتسلّم صحتنا. يرمي التاجر بضاعته ليسلم من الغرق، يعطي المسافر دراهمه للص حتى لا يقتل. ولماذا لا نهتم بخلاصنا؟

 

                                                     من كتابات  الأب يعقوب الكبوشي