بالعِمادِ خلعتُمُ الإنسان القديم «القوت اليومي

 

 

 

 

بالعِمادِ خلعتُمُ الإنسان القديم

 

      

 

حالما دخلتُم خلعتُمْ رِداءَكُم، وكانتْ هذه صورَةً لِخلعِكُمُ الإنسان القديمَ وكُلَّ أعمالِه. وَلمّا خلعتُم ثيابَكُم، أصبَحتُمْ عُراةً مُقتَدين في ذلك بالمَسيحِ الذي كان عُرياناً على الصَّليب؛ بِعُريِهِ خلعَ أصحابَ الرِئاسَةِ والسُّلطةِ وعادَ بهم في رَكبِهِ ظافِراً، فلأنَّ القُوَّاتِ المُعاديَة َ كانتْ في أعضائِكُم، لمْ يَعُدْ مِن الجائِزِ لكُم أنْ تَلبَسوا ذلك الرِداءَ العَتيق.

 

 

إنّي لا أتَحَدَّث ُ عَنِ الثوبِ المَحسوس، بلْ عَنِ الإنسانِ العَتيقِ الذي تُفسِدُهُ الشَهَواتُ الخَلّابَة. فالنَفسُ التي خلعتهُ لا يَسوغ ُ لها أنْ تَستَرِدَّهُ، بلْ لِتَقـُلْ معَ عروسِ النّشيد: نَزَعتُ قميصي فكيفَ ألبَسُهُ؟ واعَجَبا ! إنّكُم ظَهَرتُمْ عُراةً على عيونِ الجَميعِ ولمْ تَخجَلوا، لأنَّكُم تُمَثـِّلون فعلا ً صورَة َ الأبِ الأوَّل، آدَمَ الذي كان عارياً في الفردَوسِ وهوَ لا يَخجَل.

 

 

 

      

ولمَّا نَزَعتُم ثيابَكُم مُسِحتُم مِنْ قِمَّةِ رؤوسِكُمْ إلى أخامِصِ أقدامِكُم بالزَّيتِ المُعز ِّم، وأصبَحتُم شُركاءَ في الز َّيتونةِ البُستانيَّة، يسوع َ المَسيح، وقدْ قُطِعتُم مِن الز َّيتونةِ البريَّة، ولـُـقـِّحْتُم في الز َّيتونةِ البُستانيَّة، وأصبَحتُم شُرَكاءَ لها في خِصْبِ الز َّيتونةِ الحَقـَّة.

 

 

فالزَّيتُ المُعَزِّمُ يَرمُزُ إلى المُشارَكةِ في خِصبِ المَسيح، وَيَمسَحُ كُلَّ أثرٍ لِسُلطانِ العَدو. فكما أنَّ أنفاسَ القِدِّيسين واستِدعاءَ اسمِ اللهِ تُحرِقُ الشياطين كالّلهَبِ المُضطرِم وتَطرُدُهُم، كذلك هذا الزيتُ المُعَزّمُ يَكْتَسِبُ، باستِدعاءِ اسمِ اللهِ والصّلاة، قوَّة تَطهيرٍ تُحرِقُ آثارَ الخَطيئةِ، وَتَطرُدُ جَميعَ قوَّاتِ الشَّرِّ غيرِ المَنظورة.

 

 

 

(العظة 20،2-3).

 

القدّيس كيرلـُّسَ الأورشليمي (+387).