تعالوا خذوا نورًا «القوت اليومي

 

إنّي أرفع الشُّكر معكِ، "أَيَّتُها الـمُمتَلِئَةُ نِعْمَةً" (لو 1: 28): لقد جلبت إلى العالم النّعمة التّي تلقّيتها. أنتِ الّتي حضّرت هذا المصباح الّذي أتلقّاه اليوم بين يدي. أنتِ من أعطيتِ الشّمع لهذه الشّعلة...، حين ألبستِ الكلمة القدّوس جَسدًا طاهرًا، أنتِ أمّه النقيّة.

 

فلننطلق يا إخوة! ها هو المصباح اليوم بين يدي سمعان الشّيخ. تعالوا خذوا نورًا وأضيئوا مصابيحكم، أعني بها المصابيح الّتي يريد الرّب أن يراها بين أيديكم (راجع لو 12: 35): "تأَمَّلوا فيه تُشرقْ جِباهُكم ولا تَخْزَ وُجوهُكم" (مز 34[33]: 6).

 

هكذا، وبدل أن تحمل مشعلاً، تصبح أنت مشعلاً تشعّ من الدّاخل والخارج لك ولقريبك... إن الرّب يسوع الّذي أشرق بين يدي سمعان، سوف ينير إيمانك، ويجعل مَثلَك يسطع، ويعطيك الكلمة الطّيبة، ويشعل حرارة صلاتك، وينقّي نواياك...

 

وعندما ينطفئ مصباح هذه الحياة، سوف ينير لك مصباح الحياة الّتي لا يستطيع أن ينطفئ، والّذي تشتعل فيه أنوارٌ كثيرة. "ويَكونُ لك... أشرَقَ مِنَ الظَّهيرة " (أي 11: 17).

 

وفي الوقت الّذي تظن فيه إنّك تنطفئ، سوف تشرق كنجمة الصّبح "ويُشرِقُ نوُركَ في الظُّلمَة" (إش 58: 10). إنّما "لا تَكونُ الشَّمسُ مِن بَعدُ نوراً لَك في النَّهار ولا يُنيرُك القَمَرُ بِضِيائِه في اللَّيل بلِ الرَّبُّ يَكونُ لَك نوراً أَبَدِيّاً" (إش 60: 10)، لأنّ "المَدينَةُ (أورشليم السّماويّة) لا تَحْتاجُ إِلى الشَّمسِ ولا إِلى القَمَرِ ليُضيئا لَها، لأَنَّ مَجدَ اللهِ أَضاءَها، وسِراجُها هو الحَمَل"(رؤ 21:23) الّذي يليق به "التَّسْبيحُ والمَجدُ والحِكمَةُ والشُّكرُ والإِكْرامُ والقُدرَةُ والقُوَّةُ أَبَدَ الدُّهور آمين!" (رؤ 7: 12).

 

الطوباويّ غيريك ديغني (حوالى 1080 - (1157