«تُعانونَ الشِدَّةَ في العالَم، ولكِن ثِقوا: إِنِّي قد غَلَبتُ العالَم» «القوت اليومي

 

 

«تُعانونَ الشِدَّةَ في العالَم، ولكِن ثِقوا: إِنِّي قد غَلَبتُ العالَم»

 

مع أنّنا جميعنا نحبّ السلام ولدينا في عمق قلبنا الرجاء بأنّ أعمالنا في سبيل السلام ليست بدون منفعة، لا أنّتم ولا أنا نستطيع أن نتهرّب من ضغوطات الزّمن الحاضر. هذا يعني أنّنا لا نستطيع أن نحرّر أنفسنا من الشكّ العام من أنّ شيئًا ما قد يتغيّر، بحسب قوانين التاريخ: فالحرب تتلو الحرب، وفي كلّ مرّة، يحمل ذلك، ضربة قاتلة لأسباب السَّلام. ما زلنا نعيش تحت تأثير أولئك الّذين يؤكّدون أنّ الّذين يريدون السلام عليهم أن يتسلّحوا لكي يربحوا الحرب...


من المميّز أن نلاحظ أنّه على مرّ الأجيال، تدفّق على الدوام أبطال سلام، مبشّرين برسالة السّلام... نجد هؤلاء الرسل، رسل السّلام في كلّ وقت وفي كلّ مكان. وهم، لحسن حظّنا، كثر في أيّامنا هذه. ولكن لم يجد أي رسول سلام صدى أكبر من ذاك الّذي نسمّيه نحن... ملك السلام (راجع إش 9: 5). اسمحوا لي أن أذكّركم بهذا الرسول. يوم الفصح، كان باديًا أنّ التلاميذ قد خسروا كلّ رجاء منذ موت الرّب يسوع المسيح على الصليب. وفي حين خيّل لعيون العالم أن رسالة المسيح قد انتهت، وفشلت، كما أنّها لم تُفهم، ظهر الرّب في وسط الرُّسل المجتمعين في العليّة خوفًا من الأعداء، وبدل من أن يحرّضهم على أعدائهم، سمعوا هذا القول: "السَّلامَ أَستَودِعُكُم وسَلامي أُعْطيكم. لا أُعْطي أَنا كما يُعْطي العالَم" (يو 14: 27).



أريد أن أردّد هذه الآية وأن أجعلها ترنّ في العالم أجمع، بدون أن أهتم لمن سيسمعها. أريد أن أردّدها غالبًا حتّى ولو رفضناها، لكي نصل إلى وقتٍ نسمعها جميعنا ونفهمها.

 

الطّوباوي تيطُس برندسما (1881 - 1942)،

راهب كرمليّ هولنديّ وشهيد