ثمار الرّوح «القوت اليومي

المسيحيّون الذين يريدون التقدّم والنموّ،

ينبغي أن يغصبوا أنفسهم إلى كلّ ما هو صالح، 

ليتحرّروا من الخطيئة السّاكنة فيهم وليمتلئوا من الرّوح القدس.

 

إن أراد أحد أن يأتي إلى الرّبّ،

وأن يكون أهلاً للحياة الأبديّة،

وأن يصير مسكنًا للمسيح،

وأن يمتلئ بالرّوح القدس،

لكيما يستطيع أن يثمر ثمار الرّوح،

ويتمّم وصايا المسيح بنقاوة وبلا عيب،

يجب عليه أن يبتدئ أوّلاً بالإيمان بالرّبّ بثبات،

وأن يسلّم نفسه كلّيّاً إلى كلمات وصاياه،

ويتخلّى عن العالم تخلّيّاً تامّاً،

لكي لا ينشغل عقله بشيء عالميّ.

 

ويجب عليه أيضًا أن يواظب دائمًا على الصّلاة،

وينتظر دائمًا بإيمان وتوقّع إفتقاد الرّبّ وعونه،

جاعلاً نظر عقله مثبت دائمًا نحوه.

ثم ينبغي أن يغصب نفسه إلى كلّ عمل صالح،

وإلى وصايا الرّب كلّها،

وذلك بسبب الخطيئة السّاكنة فيه.

 

فمثلاً، ليغصب نفسه إلى تواضع القلب مع جميع الناس،

ويحسب نفسه أقلّ منهم وأردأ منهم،

فلا يطلب كرامة أو مدحًا أو مجدًا من أيّ واحد من الناس،

بل يضع الرّبّ، ووصاياه، أمام عينه كلّ حين،

راغبًا في أن يرضي الرّبّ وحده بوداعة القلب،

كما يقول الرّبّ "تعلّموا منّي لأنّي وديع ومتواضع القلب،

فتجدوا راحة لنفوسكم".

 

 

القدّيس مقاريوس الكبير