حُرِّيَّةُ أبناءِ الله «القوت اليومي

  

هَلّا تَفْهَم، أيُّها الإنْسانُ الشَّقِيُّ، أمامَ مَنْ أنْتَ واقِفٌ تُصَلّي ؟ ألَعَلَّكَ لَمْ تَسْمَعْ ما غَيرَةُ رَبِّ الجُنود، وَكَمْ غَضَبُهُ شَديدٌ على الذينَ يُقْبِلونَ إليه وانِينَ مائِعِين، مُجتَرِئِينَ وَهُمْ مُمْتَلِئونَ إثْماً ! أمَّا هُوَ فلا يَرْجِعُ عَنْ سُخْطِهِ، مَهْما تَسألُ وتُكَثِّر !

الإنْسانُ الذي يَلومُ نَفْسَهُ، وعلى نَفْسِهِ يُنْحي بأخْطاءِ الغَير، وعلى نَفْسِهِ يَغْضَبُ، وَيُقوِّمُ عَثَراتِهِ  وَزَلاّتِه، هُوَ يُؤهَّلُ لِحُرِّيَّةِ التَّفْكيرِ في الله، وَيُعْتَقُ مِنَ التَّشَتُّت.

الفِكْرُ الذي يَنْبَثِقُ مِنَ الظُّنونِ والأخْبارِ والحِكاياتِ وَسِيَرِ النَّاس : فُلانٌ طَيِّبٌ وفُلانٌ شرِّير ! وقالَ وَقِيل ! وَهُوَ مُولَعٌ بِسَماعِ أخْبارِ النّاس، تأكُلُهُ الغَيرَة، ويَنْخُرُ الحَسَدُ قلبَهُ، والاضْطِرابُ يَطْمُسُ عَيْنَ الضَّمير. فلا يؤَهَّلُ لِلطَّهارَةِ وَضَبْطِ الأفْكار !

مارِ إسحقَ السُّريانيّ (اواخر القرن السابع)