«رُحْماكَ يا ابْنَ داود!» «القوت اليومي

 

 

 

يا ربّي يسوع، يا رجائي وانتظاري وحُبّي، لديّ شيء أريد قوله لك، شيء ما عنك، ولكنّه شيء ملؤه البؤس والألم. أنت هو الكلمة، الوحيد المنبثق من الآب، أصبحت جسدًا من أجلي؛ أنت الكلمة الخارج من قلب الآب؛ أنت الكلمة الذي به توجّه إليّ الآب السماوي "في آخِرِ الأَيَّام هذِه" (راجع عب 1: 2). فهل لك أن تسمع -أنت يا كلمة الله- الكلمة التي تخرجها رغبات قلبي الكثيرة؟ اسمع وشاهد: نفسي حزينة ومضطربة عندما يقولون لي كلّ يوم "أين إلهك" (مز 42[41]: 4). ليس لديّ ما أجيب به، لأنّي أخشى ألاّ تكون هنا، فأنا لا أشعر بحضورك. 



إنّ قلبي يحترق، لأنّني أريد أن أرى وجه ربّي. أين هو بالفعل صبري وأين هو ثباتي؟ هذا أنت، يا ربّي وإلهي، فماذا أفعل؟ أبحثُ عنك ولا أجدك؛ أرغبُ في رؤيتك ولا أستطيع ذلك؛ ألاحقُك ولا أستطيع التقاطك. كم هي قوّتي لأتمكّن من الصمود؟ إلى متى يمكنني تحمّل ذلك؟ هل من شيء حزين أكثر من نفسي؟ هل من شيء أشدّ بؤسًا؟ هل من شيء أكثر إرهاقًا؟ هل تظنّ، يا حبيبي، أنّ حزني سينقلب فرحًا حين أراك؟ (راجع يو 16: 20)... 

"تَكلَمْ، يا رَبّ، فإِنَّ عَبدَكَ يَسمعَ" (1صم 3: 9). دعني أسمع كلامك الّذي تقوله فِيَّ يا ربّي وإلهي. قل لنفسي: "إنّي أنا خلاصُكِ". قل أكثر يا ربّي وتكلّم بطريقة تجعلني أسمعك: "يا بُنَيَّ، أَنتَ مَعي دائمًا أبدًا، وجَميعُ ما هو لي فهُو لَكَ" (لو 15: 31). آه أيّها الكلمة، كلمة الله الآب، هذا ما كنت أريد سماعه... 

 

 

 

هيلدبراند، راهب سِسترسيانيّ (القرن الثالث عشر)