سأَقومُ وأَمضي إِلى أَبي «القوت اليومي


من أين أبدأ لأبكي أعمال حياتي؟ ماذا ستكون أولى نغمات ترنيم الحزن هذا؟ امنَحني يا يسوع، برحمتك، غفران خطاياي...
كما الحرفي الذي يجبل الخزف، أعطَيتَني، يا خالقي، لحمًا وعظمًا، نفسًا وحياةً. ربّي الذي خلقتَني، يا ديّاني ومخلّصي، أعِدْني اليوم إليك.

يا مخلّصي، أمامك أعترفُ بخطاياي. لقد وقعتُ تحت ضربات العدو، ها هي جراحي التي بها، كاللصوص، جَرَحَت أفكاري القاتلة نفسي وجسدي (لو10: 30).
لقد خطئتُ يا ربّي، لكنّني أعرفُ أنّك تحبّ الإنسان. إنّ حنانك هو الذي يعاقبنا ورحمتك متقّدة. تراني أبكي وتأتي إليّ كما يستقبل الأبُ الابنَ الشاطر.
منذ شبابي، يا مخلّصي، احتقرتُ وصاياك. أمضيتُ حياتي في الشهوات وقلّة الإدراك. أصرخُ إليك: قبل أن يأتي الموت، خلّصني.
في الفراغ، بدّدتُ إرث نفسي. ليست لديّ ثمار الحماسة، وأنا جائع. أصرخُ: أيّها الآب الممتلئ بالحنان، تعال إليّ، وخذني برحمتك.
إنّ ذاك الذي هاجمه اللصوص (لو10: 30)، هو أنا وسط ضياع أفكاري. إنّها تضربني، وتجرحني. لكن أيّها المسيح المخلّص، انحنِ عليّ، واشفِني.
رآني الكاهن فمال عنّي. رآني اللاوي عريانًا ومتألّمًا، لكنّه مضى عنّي. لكن أنتَ، يا يسوع المولود من مريم، تتوقّف وتساعدني...
أرمي بنفسي عند قدميك، يا يسوع، لقد خطئتُ ضدّ حبّك. حرّرني من هذا الحمل الثقيل؛ وبرأفتك، خذني إليك.
لا تدخل في الحكم عليّ، ولا تكشف عن أعمالي، ولا تتفحّص دوافعي ورغباتي. لكن برأفتك، أيّها العليّ القدير، أغمضْ عينيك عن أخطائي وخلّصني.
ها هو زمن التوبة. ها أنا آتٍ إليك. حرّرني من حمل خطاياي الثقيل؛ وبحنانك، أعطِني دموع التوبة.

القديس أندراوس الكريتي