«طوبى لِلعُيونِ الَّتي تُبصِرُ ما أَنتُم تُبصِرون» «القوت اليومي

 

 

 

 

«طوبى لِلعُيونِ الَّتي تُبصِرُ ما أَنتُم تُبصِرون»

 

يا أحبّائي، هذا هو الزمن الذي يُحتفل به بحرارة كبيرة، وكما قال الرُّوح القدس، فهو زمن الرّضى عند الربّ (راجع إش 61: 2؛ لو 4: 19)، وزمن الخلاص والسّلام والمصالحة. هو زمن انتظره باتِّقاد الأنبياء والآباء القدماء، ورآه أخيرًا سمعان البارّ بسعادة غامرة (راجع لو2: 26-35). وبما أنّ الكنيسة احتفلت على مدى العصور بهذا الزّمن بحماسة شديدة، علينا نحن أيضًا أن نتناقله دينيًّا بالتسابيح وبأفعال الشكر الموجّهة إلى الآب الأزليّ على الرحمة التي كشف عنها في هذا السرّ.



وبما أنّ الكنيسة تعيد إحياء هذا الزمن كلّ سنة، نحن مدعوّون إلى التذكير باستمرار بهذا الحبّ الفائق تجاهنا. هذا يعلّمنا أيضًا أنّ مجيء الرّب يسوع المسيح لم يكن مفيدًا لأولئك الذين كانوا يعيشون في زمن المخلّص فحسب، بل من المفترض أن تصل قوّته إلينا جميعًا؛ على الأقلّ، إن أردنا من خلال الإيمان والأسرار أن نتلقّى النعمة التي منحنا إيّاها وأن نوجّه حياتنا بحسب هذه النعمة من خلال إطاعته.

 

القدّيس شارل بُورُومِيو (1538 – 1584)​