عطشى إلى الحبّ «القوت اليومي

 

 

عطشى إلى الحبّ

 

بدافع من حبّك نفيت ذاتك على الأرض ،

يا يسوع الإلهي ، فضحّيت بذاتك لأجلي.

فيا حبيبي تقبّل حياتي كلّها،

إنني أهوى التألّم، وأتوق إلى الموت من أجلك يا حبيب.

 

أيا ربّاه، لقد قلت لنا  أنت نفسك:

"لا يستطيع الإنسان أن يأتي عملا أسمى

من أن يبذل نفسه  عن أحبّائه".

وإنّ حبّي الأسمى

هو أنت يا يسوع !

 

لقد تباطأ بنا الزمان، والنهار ينحدر إلى المغيب:

فابقَ معي ، أيّها الزائر السماوي.

فأنا بصليبك  أتسلّق الهضبة

فهلّم اهدني يا ربّ في الطريق!

 

إنّ نفسي تردّد أصداء صوتك :

فأنا أريد التشبّه بك، يا ربّ.

أمّا الألم فألتمسه ...

وأمّا كلامك الملتهّب

فليهتّم فؤادي بناره المحيية !

 

قبل أن يدخل الإله المتجسّد في مجده الأبديّ

"كان عليه أن يتألّم"

وبصليبه حاز الظفر.

فيا أيّها المخلّص العذب، ألم تخبرنا بذلك قبل الأوان ؟

 

لأجلي على الشاطئ الغريب

كم من احتقار قاسيت !...

فأنا أريد أن أستتر على الأرض

وأكون الأخيرة في كل شيء

حبًّا لك يا يسوع.

 

يا حبيبي مثالك يستحثّني

على التنازل واحتقار التكريم والمديح.

فلكي أحبك، أوثر البقاء صغيرة

متناسيةً ذاتي، فأسحر قلبك العطوف .

 

سلامي يتجلّى في العزلة والانفراد

فأنا لا أسأل شيئاً آخر،

وهمّي الأوحد أن تعجب بي.

وأمّا سعادتي

فهي أنت يا يسوع !

 

 

أنت الإله العظيم الذي يعبده  الكون

تعيش فيّ، سجينًا ليل نهار.

ويناشدني صوتك العذب كلّ ساعة

مردّدًا لي: "عطشان! عطشان إلى الحبّ الدافئ النمير(العذب)!"

 

وإننّي كذلك لسجينتك

عازمة على أن أردّد لك بدوري

سؤلك الناعم الإلهي:

"يا حبيبي، يا أخي

أنا عطشى إلى الحبّ!"

 

العطش إلى الحبّ يروي رجائي:

فزدني يا ربّ اشتعالاً بحبّك الإلهيّ!

فانا عطشى إلى الحبّ، وإن تحرّقي لعظيم جدًّا

آه! أودّ أن أطير إليك ، يا إلهي!

 

حبّك هو استشهادي الوحيد

فبقدر ما أشعر به  محترقًا  في داخلي

تشتاق نفسي إليك.

فيا يسوع ، دعني ألفظ أنفاسي الأخيرة

حبًّا لك يا حبيب!

 

 

القديسة تريزيا الطفل يسوع

30 نيسان 1896