"في هذه الليلةِ تُستَردُّ نَفسُكَ منكَ" «القوت اليومي

 

"في هذه الليلةِ تُستَردُّ نَفسُكَ منكَ"

 

يا ربّي، اجعَلْني أهلاً لاحتقار حياتي من أجل الحياة التي فيكَ. إنّ الحياة في هذا العالم تشبه استخدام الحروف لتشكيل الكلمات. عندما نرغب في ذلك، نضيف بعض الحروف، ثمّ نلغيها أو نغيّرها. لكن حياة العالم الآتي تشبه ما هو مدوَّن بدون أدنى خطأ في كتبٍ مختومةٍ بالختم الملكي، حيث لا يُضاف شيء ولا يَنقص شيء.

 

وبالتالي، طالما نحن وسط التغيير، فلنكن مُهتمّين بأنفسنا. وبما أنّنا نملك سلطة على مُخطّط حياتنا، وعلى ما كتبناه بأيدينا، فلنبذل جهودنا لنُضيف الأعمال الحسنة التي نقوم بها ونَمحو أخطاء سلوكنا الأوّل.

 

طالما نحن في هذا العالم، لا يضع الله الختم لا على الخير ولا على الشرّ. فهو لا يفعل ذلك إلاّ لحظة رحيلنا، حين تنتهي مهمّتنا على هذه الأرض، لحظة مفارقتنا لهذه الحياة.

 

وكما قال القدّيس أفرام، يجب أن نُشبّه روحَنا بالسفينة التي أصبحت جاهزة للإبحار، والتي لا تعرف متى تهبّ الرياح؛ أو بالجيش الذي لا يعرف متى يُطلَق البوق للإعلان عن بدء المعركة.

 

وإذ قال ذلك عن السفينة والجيش اللذين ينتظران أمرًا قد لا يحدث، فكم بالحريّ علينا أن نكون مستعدّين قبل أن يأتي ذاك اليوم فجأة، وقبل أن يتمّ إنزال الجسر وفتح باب العالم الجديد؟ نسأل الربّ يسوع المسيح، الوسيط في حياتنا، أن يعطينا القوّة لنكون على أهبّة الاستعداد.

 

مار إسحَق السريانيّ (القرن السابع)